dimanche 14 novembre 2010

أنبياء عبر التاريخ - حجة النبوة -

أنبياء عبر التاريخ - حجة النبوة -

تحية


الأنبياء شخصيات كانت موجودة في كل الحظارات البشرية و هم امتداد للفكر السحري أين كان الملك ينادي نبي الأمة ليتكهن له عن وقت الحرب المناسب , لكن مع تطور البشرية قضى الدين على سابقه السحر , ورأى الإنسان أن تفسيراته الكونية وروابط السحر التي يراها بين الظواهر الطبيعية غير مجدية فتجاوزها بالدين بعد قرون من التطور الفكري و تقولب تصور الخالق .

بالنسبة لموقفنا من محمد ابن عبد الله العربي القريشي فنحن لا نرى أن محمدا كذاب ...بل نظنه اقتنع حقا بنبوته و كثير من هم على شاكلته ( سنرى ذالك في أسفل الحديث )
ولا نقول عنه منكرا ليس فيه كما يقول النصارى - دفاعا عن دينهم - فالحق يقال الرجل عظيم وثوري .

أنبياء .. وانبياء .. وانبياء

كثير من الاحكام الإسلامية كانت موجودة إما عند أهل الكتاب -شبه الجزيرة مملوءة يهود خاصة في المدينة - إما عند حكماء العرب مثل لقمان وغيره .

كل الكتب الدينية مليئة بأساطير البدايات والغايات والأحكام .

نرى ذالك عند ماني بن فاتك مؤسس الديانة المانوية التي كانت مزيجا من الزرادشتية واليهودية والمسيحية. الذي أثر في كل الثقافات من الصين إلى قارس إلى مصر
ووصلتنا مقولاته في كتابه الشبروغان عبر مصادر عديدة جدا وموثوقة

و نذكر أهم كتاب في ذالك :

إيران فى عهد الساسانيين) . تأليف آرثر كريستنسن.

آرثر كريستنسنArthur Christensen من اعظم الخبراء فى تاريخ إيران .

سأستعين هنا ببحث قام به صديق عزيز عليا ومقرب حول ماني فينقل صديقي عن كريستينسن :

يقول كريستنسن:

" وكان (مانى) يرى الوحي عدة مرات فى صورة ملاك اسمه القرين ، فكان يكشف له عن الحقائق الإلهية.

ثم بدأ يعلن دعوته. وزعم مانى أنه الفارقليط الذى بشر به عيسى عليه السلام" ص172

" إن الحكمة والأعمال هى التى لم يزل رسل الله تأتى بها فى زمن دون زمن ، فكان مجيئهم فى بعض القرون على يدى الرسول الذى هو "البد" (بوذا) الى بلاد الهند ، وفى بعضها على يدى "زرادشت" الى ارض فارس ، وفى بعضها على يدى "عيسى" الى ارض الغرب . ثم نزل هذا الوحي وجاءت هذه النبوة فى هذا القرن الأخير على يدىَّ أنا "مانى" رسول إله الحق إلى أرض بابل "

ويقول أيضا مانى :

"إني جئت من بلاد بابل لأبلغ دعوتي للناس كافة" ص172

ويقول الباحث Arthur Christensen :

"ادعى (مانى) انه أتى لتكميل كلام الله وأنه خاتم الأنبياء" ص 172


كتب مانى رسائل لرؤساء وملوك العالم يدعوهم فيها للإيمان بدعوته.

يقول الباحثArthur Christensen :

" وقد ذهب الى الهند والصين داعيا بمذهبه فى كل مكان ومؤلفا للكتب والرسائل التى بعثها الى الرؤساء والجماعات فى بابل وإيران وبلاد المشرق" ص186

كما نجد في كتاب " المعتقدات الدينية لدي الشعوب" ) جفرى بارندر – ترجمة د. إمام عبد الفتاح إمام - عالم المعرفة . ص 129

يقول ماني " يبشر الأنبياء بأوامر الإله أحيانا من الهند بواسطة زرادشت , والان أرسلني الله لنشر دين الحق في بابل ...أرسلني الله نبيا من بابل حتى تصل دعوتي العالم."

سؤالي هل كان ماني كذابا أشرا ؟

نكمل مع ماني

وجاء في كتاب: الموسوعة الفلسفية للدكتور عبد المنعم الحفني ص 417 –418 :

"ماني بن فاتك , مؤسس المانوية ...ادعي النبوة في الرابعة والعشرين ...كانت اخطر البدع التي تعرضت لها المسيحية , واطولها عمرا ذلك لأنها استمرت من القرن الثالث حتي القرن الثالث عشر, واعتنقها الكثيرون في سوريا وآسيا الصغري والهند والصين ومصر...


ويقول الدكتور عاطف شكري أبو عوض فى كتابه (الزندقة والزنادقة). دار الفكر-الأردن-عمان:

" نشأ مانى زاهدا متعبدا لا يأكل اللحوم ولا يتناول شيئا من الخمور إلى أن أوحى إليه ، وذكر عن نفسه أن الوحى نزل عليه فى الثالث عشر من عمره وجدد نزوله ثانية فى سن الخامسة والعشرين . . .

وزعم أنه البرقليط الداعى الى الحق والهدى بعد عيسي عليه السلام ، بعد إقراره بنبوة عيسي وزرادشت

وقال " إني مانى الذى بشر به عيسي " ص53-54



وعن العبادات والطقوس المانوية يقول:

" أما الصوم ، فقد شرع لإتباعه صيام سبعة أيام فقط كل شهر ، وفرض صلوات كثيرة ، ومن العبادات عند المانوية أن يقوم الرجل فيمسح بالماء . . . وعدد السجدات عندهم اثنتي عشرة سجدة وفى كل سجدة منها يقرأ دعاء" ص55

وعن الأخلاق فى المانوية يقول:

" وعلى من تمذهب بمذهب مانى أن … يتحلى بالأخلاق الفاضلة فيبتعد عن الكذب والبخل وإزهاق الأرواح البشرية

وارتكاب الزنا." ص55



وجاء فى موسوعة Microsoft Encarta Encyclopedia 2000 الإلكترونية هذه المقتطفات :

" بين الثانية عشر والرابعة والعشرين انتابت ماني رؤي لاحد الملائكة ابلغه فيها انه سيكون نبيا جديدا

لوحي السماء الاخير …أعلن ماني انه هو خاتم الأنبياء...امتنع اتباعه من طائفة "المختارين" عن شرب الخمر..."


وانظر لهذه الفكرة المهمة الآن :

يورد د. عبد الرحمن بدوى رأى المستشرق هانز هينرش شيدر:

"أن مانى كان يحسب نفسه (خاتم)دورة من الأنبياء تتكون من زرادشت وبوذا والمسيح ،وانه عدَّ نفسه ذا نفس الماهية التى لهم وللشمس أيضا … كما يتعلق هذا الموقف السلبي بالمسيح الذى مجده النصارى على أساس انه من صُلِبَ وتحمل الآلام ، بينما مانى - شأنه شان محمد تماما (سورة النساء:آية156 )- قد رفض فكرة الصلب وعدها خرافة، وقال بمسيح روحي خالص."

(الإنسان الكامل فى الاسلام.د.عبد الرحمن بدوى ص40 وكالة المطبوعات-الكويت)



سأتوقف عند هذا الحد , رأينا كيف قال ماني بنزول ملاك عليه وكيف قال أنه البارقليط الخاتم وكيف كتب كتاب أحكام وحرم الخمر وفرض الصلوات الأربع والصيام ونادى بالأخلاق ...هل يجعل هذا ماني نبيا ؟
المانوية من القرن الثالث للقرن الثالث عشر !

نفس الشىء بالنسبة لزرادشت الذي رأى ملاكا عند حافة النهر واعلن له عن مهمة النبوة التي ألقاها على عاتقه الإله" مازدا " .
و بهاء الله في العصر الحديث والقادياني الذي أتعجب كيف يتبعه رهط كثير في عصرنا هذا ولو قرأت كلامه لما لمحت فيه الكذب كذالك

لماذا لا تؤمن ببهاء الله ؟ الحق يقال رسالته جميلة وعالمية وله أتباع كثر وديانته معترف بها في كل العالم
وكتابه الأقدس ملىء بالسجع والبيان والأحكام والشرائع .

ونتطرق كذالك للنبي Joseph Smith, سنة 1800 و وديانته المورمونية وكتابه " كتاب المورمن " الذي رأى كائنا نورانيا وهومن سماه مورمن وأنه رسول الله , يؤمن به اليوم الكثير في الولايات المتحد الأمريكية
وفاقت دعوته 20 سنة ! ( لبيك يا مورمن كذبوبك عليهم لعنة الله )

يعتقد كثير من الناس أنه يكفي أن يتكلم كتاب ما بإسم اللإله حتى يكون هذا الكتاب من أصل رباني

عجبا من حال البعض ...ألم يقرؤوا عن هؤلاء المدعين ؟
ـالم يقرؤوا في كتاب الهندوسية التي نشأت عنها البوذية لتؤثر في مليار شخص ؟

أنظر ما يقول كتاب الهندوس الباغافاد جيتا باسم الله

Out of compassion I destroy the darkness of their ignorance. From within them I light the lamp of wisdom and dispel all darkness from their lives

ويقول في جملة أخرى بما معناه " من يؤمن بي ويجعلني في قلب تفكيره مغفورة هي كل خطاياه "

فهل تظن أن الهندوسي سيترك البراهما الإله الواحد الكبير المطلق ؟

قد يتساءل القرىء قائلا :

إذا قلنا أن الله سيوحي إلى خلقه ولن يتركهم هكذا! فكيف تتوقع أن يكون كتابه, وماذا تريد أن يكون محتواه حتى تؤمن به؟!

أولا لا أعلم لماذا سيرسل الله كتابا عبر أي شخص ؟ لماا لا يرسله لي مباشرة حتى أصدقه وأكون عليه شاهدا ويكون عليا الكتاب شهيدا ؟
بسيطة , لكل فرد كتاب ينزل عليه عند بلوغه الرشد بلغته الأم و بطريقة تلاءم شخصيته و قدراته ومتطلباته ؟

هل تظن حقا أن الله يخاطبك عن طريق غيرك بدون أي دليل -علما أن دعاة النبوة كثر جدا - ويطالبك بالإيمان بذاك الكتاب بدون أي دليل ولو تجرأت وخالفت أو أأنكرت أدخلك جهنم خالدا فيها ابدا ؟

هل هذا من العقل في شىء ؟
لو ذهبت أنت للبنك وطلبت من المصرفي أن تسحب مليون دولار ماذا سيقول لك المصرفي يا ترى ؟
إعطيني بطاقة الهوية , إعطيني دليلا يثبت هويتك ؟
ويتوجب عليك حينها أن تعطيه دليلا رسميا به ختم الدولة وإلا فلن تحصل على المبلغ ابدا
هذا في الأموال فما بالك في الرسالات الإلهية !
ما هو دليل الأنبياء ؟
بماذا اختلف دليل النبي هود عن دليل النبي ماني ؟
بماذا اختلف دليل النبي صالح عن دليل النبي بهاء الله ؟
هل لهم بطاقات هوية بها ختم الإله ؟

لماذا سأصدقهم ؟ ما أدراني أنهم صادقون ؟ ليسوا من أصحاب الهلوسة مثل زرادشت و بهاء الله والقادياني وماني و رائيل واليماني و إشعياء و غيرهم ؟


لا أومن بأي كتاب إلا إذا خاطبني الله به ؟ وتيقنت بالدليل كما طلب إبراهيم في القرآن الدليل من الله حتى يؤمن وكما طلب الحواريون في القرآن من عيسى أن ينزل لهم مائدة حتى تطمئن قلوبهم -رغم أنه مارس أمامهم معجزات من قبل ورأته إسرائيل كلها على حسب الرواية القرآنية يتكلم في المهد ! - و كما طلب توما في الإنجيل أن يرى ثقوب المسيح في يديه ليؤمن به وبقيامته

هذا هو الطريق الآمن الوحيد .. طريق اليقظة و الحذر
بماذا يختلف القرآن عن كل الكتب الدينية ؟
الجواب : لا شىء

كلها تتميز بالميزات التالية :

1- معجزات وخوارق واساطير لم يدونها التاريخ , مثل ما نرى في كتاب الباغافاد جيتا الهندوسي عن ميلاد كريشنا و تغلبه على الحيات , كذالك نرى موسى في كتاب اليهود يشق البحر ويحول الحبل إلى حية !

2- أحكام الحلال والحرام
3- أخبار الأولين
4- نهاية العالم
5- بداية العالم

كيف نصدق هكذا كتب !

يكفينا أن نشهد بعقولنا " أن ذات عاقله وذكية ومطلقة واعية موجودة غير مدركة رسالتها الوحيدة لنا هي عقولنا "
لا نسأل عن ماهيتها ولا عن صفاتها ولا عن رغباتها
لا نعلم هل هي من طبيعة الكون أم مغايرة له

أما اخلاقنا فنستمدها من معارفنا ومن تجاربنا ومن ميزة الإحساس بالغير , فلا أظن أن السوي يتلذذ بمشاهدة صور القتل مثلا كما أنه يحس بآلام أخيه الإنسان وهذه الحاسة المكتسبة هي أساس العلاقة السوية في المجتمع , هل يمتنع الرجل من ظرب أمه أو من قتل جاره أو من اغتصاب ابنته ( مع أن الإسلام يسمح بالتزوج مع ابنتك من التبني بعد أن ربيتها كأب ) فقط لأنه يخاف من جهنم أو أن كتابه المقدس حرم عليه ذالك ؟

فنحن نعلم أن الديموقراطية من الأخلاق وهذا استنتاج تاريخي
نعلم أن السرقة من الرذائل التي تسبب الألام وتدمر المجتمع ....استنتاج معرفي مصحوب بإحساس إنساني
نعلم أن الرشوة من الرذائل ..........استنتاج معرفي بحت
ونعلم أن اكتساب الجواري من الرذائل.......استنتاج معرفي مصحوب بإحساس إنساني
نعلم أن القتل من الرذائل........................نفس الشىء
نعم أن ممارسة الجنس بـــــــــــــدون حماية من الرذائل........استنتاج معرفي
نعلم أن الإنصاف من شروط البقاء والسلم الأسري والإجتماعي وعليه نبنى كل علاقتنا البشرية

نرجع لسؤال إنساني يؤرق البشر منذ نشأتهم

هل توجد حياة بعد الموت ؟ سؤال يجعل بني البشر يخضعون خضوعا لكل من يقدم لهم جوابا ولو غير منطقي , بصيص أمل يرفع عنهم أرق السؤال وخوف الفناء وأمل اللقاء مع الأحبة والأعزاء
كل نبي يجيب بحسب ثقافته الزرادشتية أو المانوية أو اليهودية أو العربية ( أمية ابن أبي الصلت و القس ساعدة )
جواب الربوبين :

لا أحد يعلم , ولم يعد أحد من موته ليحكي أمام كميرات العالم , لكن الأحسن وجود حياة بعد الموت حتى نحيا من جديد ونلاقي الاب و الأم و الأحبة و الصاحبة .......نتمنى ذالك من أعماق القلب لكننا لا نستطيع أن نجزم بذالك ابدا و نستطيع أن نفترض ذالك حتى نحارب خوف الزوال و أرق السؤال

هل هي استنساخ أرواح أم بعث أم تحولات مجهولة أم فناء ........؟ "الوعي الكوني " أعلم !
لكننا لا نظن أن الله يرمي بعباده في الجحيم آكلة أجساد العباد خالدين فيها أبدا .....استحالة منطقية نوضحها في لقاء آخر
................................
تحيا

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire