vendredi 13 août 2010

تناقضات القرآن 01

تحية
يقول أحد المفكرين :
" لما نتعامل مع أي كتاب يَدَّعي الحقيقة الملطقة يكفي أن نجد فيه خطأ واحد وحيدا أوحد لتبيان زيفه " انتهى .

نعم ...صفة الإطلاق تستلزم منطقيا انعدام أي ثغرة أو خلل ولو واحد .
لطالما قرأت القرآن في المسجد قراءة تعبدية لا أبتغي منها إلا الأجر أو قُل جمع الحسنات واكتنازها وادخارها ليوم عسير.
تلك القراءة تضع على عين الإنسان غشاوة ولا تسمح له بالتجرأ على كتاب موحى به كله من عند لدن عزيز حكيم .
لكن وكما يُعلمنا التاريخ فإن الإنسان قد تكلم باسم الإله منذ الأزل ... قال الإله مردوخ , قالت الإلهة عشتار , قال الإله إيل , قال إله عالم الموت أوزيريس .....قال كريشنا (كتاب الباغافاد جيتا الهندوسي)..قال زرادشت(كتاب الأفيستا)......وهكذا وصولا إلى يسوع... وماني (كتاب المانوية إسمه شبروغان القرن الثالث ميلادية) من بعده ........قال الله ( في كتابه القرآن)........قال الله(في كتابه الاقدس البهائي)....قال الله ( على لسان ميزرا أحمد الذي ادعى النبوة في الهند وزعيم القادينية)....قال الله (على لسان رشاد خليفة الذي أسس لنفسه مسجدا في الولايات المتحدة الأمريكية وادعى النبوة وجمع عددا من الأتباع من حوله )
هذا التاريخ الحافل بالمدعين و الكتب المقدسة التي تتكلم بكل سهولة على لسان الإله , يعلمنا إذا أن إمكانية الكذب على الله واردة و أننا بهذا يجب أن نتوخى الحذر و أن نتبنى اليقظة والفطنة التي تليق بالإنسان الذكي .

سأورد هنا بعض ما أعتقد أنه تناقضات في نصوص القرآن ........لا أزعم في بحثي هذا الحقيقة المطلقة.

قضية معرفة الغيب
القرآن يقول :

(هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ) (الحشر:22)
( وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) (الأنعام:59)

ويقول محمد :
( مفاتح الغيب خمس إن الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غداً و ما تدري نفس بأي أرض تموت إن الله عليم خبير ) صحيح البخاري
ملاحظة جانبية حول الحديث.....نحن اليوم نعرف ما في الأرحام بل أكثر بإمكاننا تحديد الجنس قبل أن نضع البويضة الملقحة في الرحم ... فهل هي من الغيب الذي لا يعلمه إلا الله ؟!

خلاصة الآيات السابقة : الله يــــــــــعلم الغيب
وهذا يتناقض مع الآيات التـــــــــــــــــــــالية :

1- حادثة تغير القبـــــــــــلة
:
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَــــــــعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ .

الحادثة بسيطة ..كانت قِبلة المسلمين في أوائل الدعوة بيت المقدس أي نفس قبلة اليهود وهذا كان ترغيبا من محمد لليهود واقتداءا بهم لكن سرعان ما غير رايه واستبدلها بقبلة البت الحرام ..لماذا ؟ ليعلم الله (الذي لا يعلم الغيب) المؤمنين المُخلصين مِــنَ المنافقين الذين سينقلبون على أعقابهم !
ألم يكن الله عليم بهم ؟
هل كان الله بحاجة لاختبارهم وهو يعلم مسبقا من سينقلب ؟
------ قد يقول قائل الله يعلم لكنه لم يأمرهم بذالك ..والجواب :
..هل اختار الله علمه أم لا ؟
1- إذا كان اختار علمه يعني هو الذي اختار أن يكون هؤلاء منقلبين على أعقابهم في علمه
2- إذا كان لم يختر علمه يعني هو مُجبر وبهذا هو ليس إله .
------ قد يقول قائل كلمة يعلم هنا لا تعود على الله بل على الرسول والمؤمنين...... والجواب :
لماذا لم يقل الله إذن....." ليعلم الرسول والمؤمنون" أو " لتعلموا " أو " لنظهر لكم"

2- الآية 31 من سورة محمد
" لنبلوكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم "
لماذا يبلونا الله ؟ ليعلم المجاهدين منا والصابرين؟ ألم يكن يعلم ؟
هل الله بحاجة لهذه الإمتحانات ليعلم ؟
هل الله بمستوى مدرس بسيط يمتحن تلامذته؟
بحثنا في تفسير ابن كثير ووجدنا التالي :

"ولهذا قال ههنا "ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين" أي الذين صدقوا في دعوى الإيمان ممن هو كاذب في قوله ودعواه والله سبحانه وتعالى يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون. وهذا مجمع عليه عند أئمة السنة والجماعة وبهذا يقول ابن عباس وغيره في مثل قوله "إلا لنعلم" إلا لنــــــــــرى وذلك لأن الرؤية إنما تتعلق بالموجود والعلم أعم من الرؤية فإنه يتعلق بالمعدوم والموجود. " انتـــــــــــــــــــــــــــــــــهى.

يا سيدي الفاضل ابن عباس هل كلمة نــــــــعلم مرادفة لكملة نـــــــرى ؟
ألم يكن الله بقادر وهو القدير المقتدر أن يأتي بكلمة" نرى "عوضا عن" نعلم " ؟
لماذا نصحح كلام الرب لنعطيه معنى ؟

3- الآية 142 آل عمران
" أم حسبتم تدخلون الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين "
بغض النظر عن كون الآية تكرار للآية المذكورة سابقا أعلاه(31 من سورة محمد) , نلاحظ أن الله ينفي علمه تماما باستعمال حرف لما وهو حرف جزم ونفـــــي يدخل على فعل مضارع واحد
أي الله لا يعلم هل سندخل الجنة حتى يرانا نجاهد !!!

4 -: آية المائدة 94
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ} المائدة:94
ليعلم الله من يخافه يجب أن يضع له افخاخا وتجارب تماما مثل المدرس في المدرسة لتلاميذته !

تفســـــــــــــــــير ابن كثــــــــــــــــــــــــير
قال مقاتل بن حيان: أنزلت هذه الآية في عمرة الحديبية، فكانت الوحش والطير والصيد تغشاهم في رحالهم، لم يروا مثله قط فيما خلا، فنهاهم الله عن قتله وهم محرمون {لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ}؛ يعني أنه تعالى يبتليهم بالصيد، يغشاهم في رحالهم، يتمكنون من أخذه باليد والرماح سراً وجهراً، لتظــــهر طاعة من يطيع منهم في سره وجهره .
انتهى.
أسأل مقاتل ابن حيان , لماذا تصحح كلام الله ؟ ألم يكن الله بقادر على استعمال كلمة يظهر ؟
نعم يظهر اصح من يعلم , لكن لماذا لم يأت الله بهذه المفردة عوضا عن الأخرى ؟

ويقول الطـــــــــــــــــــــــــــــــــبري
ليعلم الله تأويله ليعلم أوليــــاء الله
انتهى .
يا سيدي طبري لقد صححت كلام ربك بل ودلست عليه والعياذ بالله !
لماذا اضفت يا سيدي المحترم كلمة أولياء مع العلم بأن الله لم يقلها في قرآنه ؟
هل أنت أكثر فصاحة من الله ؟

5- سورة الأنفال آية رقم 66-65

{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون}

الله هنا يأمر محمدا بأن يحرض المؤمنين على القتال , ويأمر الصحابة بعدم الفرارأماما العدو اي
20 أمام 200 .......نسبة 1/10
100 أمام 1000...نسبة 1/10
لنكمل باقي الآيات

الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}
تفسير ابن كثير
وروى البخاري عن علي بن عبد الله عن سفيان به نحوه وقال محمد بن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية ثقلت على المسلمين وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين ومائة ألفا فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " الآية

الآن خفف الله وعلم !!!!
لكن يا ترى ألم يكن يعلم الله بهذا الضعف من الأول ؟
تحولت نسبة رجل مؤمن أمام 10 رجال من الكفار إلى نسبة رجل مؤمن أمام رجلين
يعني 1/10 تحولت إلى 1/2
يا ترى ما الفائدة من كل هذا ؟
أيرسل الله جبريل في كل دقيقة ليغير النسب رغم أنه كان يعلم أن الأمر سيشق على المؤمنين من الأول ؟
الآية تقول بالحرف الآن خفف اله عنكم وعلم !!!!!
الله بحكمته كان يستطيع أن يقول الآن خففت عنكم ............ لكن لماذا اضاف كلمة وعلم ؟

سنتوقف عند هذا الحد لنكمل في الجزء الثاني
تحيات
ghoubarelkoun

5 commentaires:

  1. هل تعرف أين تكمن المشكلة ؟ تكمن في تعريض إنسان جاهل نفسه لما لا يطيق من البلاء ، عندما يكون فهمه غاية في السطحية والسذاجة ثم ينصب نفسه حكما على ما لا يفهمه ، ولا يريد أن يلجأ إلى التفاسير لشرحه ، سأجيبك هنا على السؤال الأول لأنه سيستغرق وقتا طويلا :
    سأستخدم هنا واحد من اشهر التفاسير والذي توفي صاحبه عام 774 هـ
    تفسير ابن كثير :
    هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها، فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها، فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل، ولا ملك مقرب } لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ {
    [الأعراف: 187] وكذلك إنزال الغيث، لا يعلمه إلا الله، ولكن إذا أمر به، علمته الملائكة الموكلون بذلك، ومن يشاء الله من خلقه، وكذلك لا يعلم ما في الأرحام مما يريد أن يخلقه تعالى سواه، ولكن إذا أمر بكونه ذكراً أو أنثى أو شقياً أو سعيداً، علم الملائكة الموكلون بذلك، ومن شاء الله من خلقه.

    المتأمل لتفسير ابن كثير يلاحظ أنه عند الحديث عن علم الساعة قال إن الله لم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا، ولكن عند الحديث عن الغيث ، وعلم ما في الأرحام قال : علم الملائكة الموكلون ،ومن شاء من خلقه ، والفارق كبير ، فمن أين أتي ابن كثير ، بهذه المعلومة ؟، هل قالت الآية ، إن علم ما يتعلق بنزول الغيث ، وما في الأرحام يختلف عن علم الساعة في أنه على عكس علم الساعة مسموح بشيء منهما للملائكة والبشر ؟
    لا يمكن أن يأتي ابن كثير بهذه المعلومة من عنده، الآية فعلا تعطينا هذه المعلومة، ولكن القرآن لا يتحدث بطريقة السرد، والتطويل ولكن الإيجاز المعجز، القرآن الكريم هو خير استخدام لكلمات اللغة العربية :
    عندما تحدث القرآن عن علم الساعة استخدم التعبير : "عنده " والعندية تعني الإنفراد بالعلم ، علم اختص به ذاته سبحانه وتعالى ولم يطلع عليه أحد ، وجميع آيات القرآن الكريم المشابهة تكرر نفس المعنى :
    ﰚ ﭼ الأعراف:
    ﭢ ﭼ الأحزاب:
    فصلت: ٤٧
    النازعات: ٤٢ – ٤٥
    وعندما سئل الرسول متى الساعة ؟ كانت إجابته، ما المسئول عنها بأعلم من السائل، وكان المسئول هو النبي عليه الصلاة والسلام، أما السائل فكان جبريل عليه السلام جاء يعلم الناس دينهم كما يقول الحديث النبوي.
    أما عند الحديث عن نزول الغيث وعلم ما في الأرحام تغير أسلوب الحديث بصورة واضحة ، فاستخدم القرآن تعبير " ويعلم " ، عندما أقول أنا أعلم فهذا لا يعني بالقطع انأ وحدي الذي أعلم ، ولكن انأ اعلم ومن الممكن أن غيري يعلم ، وعندما يقول الله سبحانه وتعالى عن نفسه " ويعلم " فهذا العلم هو على مستوى إله عليم بخلقه سبحانه وتعالى ، الغيبية هنا هي في هذا المستوى الإلهي من العلم ولكن لا يمنع أن يحيط الله من يشاء بشيء من هذا العلم ، تطبيقا لهذه الآية الكريمة " البقرة: ٢٥٥
    فالعلم كله هو علم الله سبحانه وتعالى الكامل المحيط ، ولكنه يحيط من يشاء من عباده ، بما يشاء منه ، وقتما يشاء،بالكيفية التي يشاء
    ولو كان الله يريد أن يخبرنا أنه استأثر أيضا بعلم الغيث وما في الأرحام كما فهم لعطفهما على علم الساعة، فقال: إن الله عنده علم الساعة ونزول الغيث وعلم ما في الأرحام ، ولكن الآية لم تقل هذا أبدا ، فهم لا أفتريه على الآية ولكن جاء به ابن كثير في وقت مثل وقت نزول القرآن ، لم يكن هناك فارق يذكر بين علم الساعة فيه وعلم الغيث وما في الأرحام ، تفسير يعتمد على ألفاظ الآية ولغة القرآن ، بعيدا تماما عن أي إرشاد علمي
    وإذا كانت الآية هكذا قد تنبأت وأخبرتنا أن البشر سيكون بمقدورهم الحصول على شيء من علم نزول الغيث ، وما في الأرحام فهل تحقق هذا الإخبار ؟
    طبعا نعم بفضل السونار والسائل الأمينوسي ، ليس هذا فقط ولكن بفضل كل ما يجد في هذه العلوم حتى يرث الله الأرض ومن عليها ، كل هذا تستوعبه كلمة : " ويعلم " فيما يعد إعجازا لغويا غيبيا يتعلق بما سيأتي به العلم .
    .






    RépondreSupprimer
  2. من يريد أن يصل إلى الفهم الحقيقي لآيات القرآن ، فلابد أن يكون صادق في الرغبة في الوصول إلى الحقيقة ، يقدس القرآن تقديسا حقيقا ، يبحث في التفاسير حتى يجد ما يقنعه ، أما أن يكون كل همه هو البحث في القرآن عن الخطأ الذي يحب أن يراه ، ثم يستمر على هذا الفهم القاصر


    .
    واستكمالا للموضوع، أقول فإذا سأل سائل، إذا كانت الآية تستوعب كل ما يأتي به العلم في مجال علم ما في الأرحام ، فما ذا بقي من غيبية لا يعلمها إلا الله في هذا المجال ؟
    قبل كل شيء أقول : علم الله يا هذا هو علم الذي خلق هذه البلايين من الحيوانات المنوية وهو الذي حدد لكل منها ما تحويه من جينات وصفات ، وهو الذي خلق هذه المئات أو الآلاف من البويضات وحدد في كل منها جيناتها وصفاتها الوراثية وهو الذي شاء بعد ذلك أي من هذه ستندمج مع أي من هذه حتى لو تم هذا الدمج بتقنيات علمية وباختيار بشري ، فهذا اختيار ظاهري ، هو تنفيذ لإرادة إلهية من خلال إرادة بشرية كما هو الحال في كل ما يحدث ، فهي إرادة الله وعلمه ،هناك عمق وحكمة لا يدركها من يأخذ الأمور بكل هذه السطحية والسذاجة ولا يمكن لإنسان أن ينكر، علم الله وقدرته ومشيئته أن يكون مؤمنا بالله ، هل علمت الآن معنى " ويعلم ما في الأرحام "
    والحقيقة أن كل ما يمكن للبشر أن يصلوا إليه من علم يحيطهم الله به في مجال ويعلم ما في الأرحام لا يمكن أن يتعدى نقطة في محيط علم الله الواسع ، كما تدل علي ألفاظ الآية المعجزة نفسها : الله تعالى يقول : ويعلم ما في الأرحام ، ألا نلاحظ هنا :
    أولا : أن الله استخدم لفظ الأرحام هكذا مطلقا ولم يقيده بأرحام النساء الآدميات ، إذا الآية تعني كل ما يطلق عليه رحم في مخلوقات الله ، تماما كما يقول : وما تحمل كل أنثى ، فهو يتحدث عن كل ما تحمله إناث المخلوقات كلها ، لأنهم جميعا خلقه الذي يعلمه جيدا
    ثانيا : أن الله سبحانه وتعالى استخدم تعبير ما في الأرحام تعبير كامل الإطلاق ، كل ما يمكن أن يكون في هذه الأرحام ، ولم يقيدها بالأجنة أصلا حتى نتحدث عن الذكر والأنثى ، والمتخصصون يعلمون أن الأرحام دائما في تغير مستمر ، خلايا تتكون ، وخلايا تتهدم ، الله سبحانه وتعالى يعلم في كل لحظة ما يجري في أرحام الكائنات كلها ، علما مستمرا لا ينقطع تصوره كلمة ويعلم ، لأنه علم الخالق الذي لا تنشأ خلية ولا تتهدم إلا بأمره ، وعندما يكون هناك جنين إنساني فالله سبحانه وتعالى هو العليم بكل دقائقه وتفاصيله ، يعلم إذا كان في هذا الرحم هو ما سيكون الشيخ الشعراوي أو إينشتاين ، فما الذي يقدمه هذا السونار أو السائل الأمينوسي بجوار هذا العلم ، كل ما يمكن أن يعلمه هو ما يحدث في رحم هذه السيدة تحديدا في هذه اللحظة تحديدا ، وهذا هو كل العلم الذي جعل د. خالد يتصدع ويتشقق ويعتزل أقرانه ، ويظن أنه هكذا قد أصبح على علم بما يعلم به الله ، وأن الآية القرآنية قد وقعت في فخ لا سبيل إلى الفكاك منه !
    هل أريد أن أكمل الحديث عن هذه الطريقة الساذجة ، لأذكره أن ما يأت به السونار والسائل الأمينوسي ، ليس علما بشريا مقابل علم إلهي ، ولكن تيسيرات وقوانين وعلم وضعه الله في الأشياء وهدى الناس إليها لتكون الكيفية التي يحيطهم بها بشيء من علم ما في الأرحام ، ولكن لا أظن أن بمقدور هذا المتحذلق أن يصل إلى هذا العمق من خلال إلحاده الذي يدافع عنها باستماتة والتي لا يقدم له سوى هذه القشور ، وهذه الفهم البالغ الضحالة والسذاجة للأمور ذات الطابع الديني ،

    RépondreSupprimer
  3. أما موضوع ألا يعلم الله من يخافه بالغيب ، أو عندما يقول الله فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم ، و مثل هذه العبارات تأتي كثيرا في القرآن ، أنت لا تستطيع أن تفرق بين نوعين من العلم الإلهي :
    الله سبحانه وتعالى هو خالق الزمان والمكان ، فليس من المنطقي أن يكون خلقه حائلا دون علمه ، أنا محكوم بحاجز الزمان فلا أستطيع أن اعرف ما حدث في ماض لم أشهده ولا مستقبل لم يأت بعد ، وبحاجز المكان فلا اعرف ما يجري في الحجرة المغلقة المجاورة ، ولكن الله سبحانه وتعالى علمه انكشافي يعلم كل م يجري في الكون على مستوى اصغر وحدة زمان وأصغر وحدة مكان ، ويعلم ما كان وكل ما سيكون ، ولذلك ترى القرآن يتحدث عن أحداث يوم القيامة بصيغة الماضي فيقول ونفخ في الصور ، لأن ما لا يعلمه الناس من أمور غاية في المستقبلية تكون في علم الله كائنة ، ومفروغ منها ، ولكن فيما يختص بأفعال البشر التي سيترتب عليها ثواب وعقاب أبدي ، الله سبحانه وتعالى لا يحكم بعلمه اللدني الانكشافي ، ولكن بعلم الواقع ليقيم الحجة على الإنسان ، لا يمكن أن يدخل الله إنسانا النار لأنه علم أنه سيكون قاتلا لو عاش مدة أطول ، وإلا طالما أن الله يعلم فيم سيفكر كل إنسان وما الذي سيفعله إن خلقه وهل سيكون مؤمنا أو كافرا ، لماذا يخلق الله هذه الدنيا ؟ لماذا لا يحاسب كل إنسان وفق علمه اللدني ولا حاجة لهذه الدنيا ، وكون الله يعلم مستقبلا أنك ستكون ملحدا ، وتدافع عن هذا الإلحاد بشدة ، لا يعني أنه تدخل في إلحادك ، ولكن أعطاك كل الحرية التي تشعر بها وحرية الإرادة أن تؤمن أو تكفر ، ولكنه علم ما سيكون من امرك ، وعلم أيضا ما إن كنت ستهتدي أو تظل على إلحادك إلى النهاية ، ولكنه لا يحاسبك وفق هذا العلم ، ولكن وفق ما تفعله فعلا ليقيم عليك الحجة وتشهد عليك جوارحك التي منحها الله لك ثم تعصيه بها

    RépondreSupprimer
  4. وأخيرا ها أنت ترى أن المشكلة الكبرى في أنك لا تريد أن تصل إلى الحقيقة كما هي ولكن ما تريدها أن تكون ، أنت لا تريد أن يكون هناك إله وعبادات وقيود ، وخوف من حساب وعقاب ، فتتفتح القرآن ليس همك أن تعرف الحقيقة ولكن أن تبحث عن الخطأ الذي تريد لتقنع نفسك به ، أنت وحدك الذي تفهم بينما هؤلاء ضحايا ،
    يجب أن تعلم أن هناك حقيقة ستفرض نفسها عليك فرضا لأن حياتك في هذه الدنيا محدودة ، شئت أو أبيت ستنتهي حتما ، وشئت أو أبيت ستفرض هذه الحقيقة نفسها عليك ، أنا لا أرجح لك ماذا ستكون هذه الحقيقة قد تكون ما ترى أو م أرى ، ولكنها في كل الأحوال لن تتأثر بمن يؤمن بها أو لايؤمن ، كل ما أنصحك به ، أن تدع كل هذا الاستخفاف لأن الأمر أخطر كثيرا مما تتصور ، قرار الإيمان أو الإلحاد هو اخطر قرار يتخذه الإنسان في حياته ، قبل أن نغادر هذه الدنيا يجب أن يكون كل إنسان متيقن من صحة ما يعتقد ، حيث لا فرصة هناك ولا تدارك ، وحيث ضريبة الخطأ ستكون أسوأ ما يكون
    وتأكد أن الوصول على الحقيقة ليس بالأمر الصعب إذا كان الإنسان صادقا مع نفسه ، يبغي الحقيقة كما هي ، وإن كان هناك ما زال لديك ذرة من شك في وجود إله عليم خبير قادر رحيم ، فالجأ إليه من خلال هذه الذرة وتأكد أنه أبدا لن يخذلك

    RépondreSupprimer
  5. لو أردت أن تتواصل معي فيالمناقش فهذا هو الإيميل :
    mariamyoussof@outlook.com

    RépondreSupprimer