mardi 16 novembre 2010

مثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق , غموض المثل

وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

البقرة 171

هذا المثل غامض , أليس الهدف من ضرب الأمثال هو تقريب المعنى وإيصال الفكرة ؟


فلنبدأ بتعريف الفعل نعق

نعق في لسان العرب


النَّعِيقُ: دعاء الراعي الشاء. يقال: انْعِقْ بضأْنك أَي ادْعُها؛ قال الأخطل: انْعِقْ بضَأْنك، يا جَريرُ، فإنَّما مَنِّتْكَ نفسُك في الخَلاء ضلالا ونَعَق الراعي بالغنم يَنْعِقُ، بالكسر، نَعْقاً ونُعاقاً ونَعِيقاً ونَعَقاناً: صاح بها وزجرها، يكون ذلك في الضأْن والمعز؛



الآية لم تعطينا الرابط بين الذين كفروا و " الذى ينعق بما لا يسمع إلادعاء ونداءا " وتركت الرابط مبهم أو المغزى غامض
وماذا يعني" الذي ينعق بما لا يسمع" ؟ ه
أ- هل يعني ينعق بالبهائم التي لا تسمع ولا تعقل
ب- هل يعني ينعق بما لا يسمعه هو (أي ينعق أو ينادي بدعاء لا يسمع منه إلا الصوت والنداء , دعاء خائب لا يُسْمَع إلا نصه وصوته )ه

الآية كما هى تتركنا حائرين بين حالتين

الأولى: تشبيه واعظ الكفار "المحذوف" بالراعى الذي يدعو غنمه ( أى الرابط هنا بين الكفار ومثل الراعى هو الوعظ واستحالته
الثانية:تشبيه الكفار في طريقة دعائهم آلهتهم
مثل الذين كفروا وآلهتهم في دعائهم إياها وهي لا تفقه ولا تعقل كمثل الناعق بما لا يسمعه الناعق إلا دعاء ونداء , أي لا يسمع منه الناعق إلا دعاءه (الرابط هنا الدعاء والعبادة)ه
أو
ومثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم التي لا تفقه دعاءهم كمثل الناعق بغنم له من حيث لا تسمع صوته غنمه فلا تنتفع من نعقه بشيء غير أنه في عناء من دعاء ونداء
دراسة الحالات

الحالة الأولى (الوعظ)ه
الآية كان يجب أن تذكرالمشبه حتى يتضح جيدا وجه الشبه ولاتتركه مبهم
: كالتالى
"مثل واعظ الكفار كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء"
المشبه المحذوف " واعظ الكفار" ه
المشبه به الموجود فى الآية " الراعى الذى ينادى غنمه التى لا تسمع إلا لصياحه
وجه الشبه : عدم الإستجابة وعدم الوصول لنتيجة
فى هته الحالة لماذا لم يذكر كلمة "واعظ" ؟!!!!


الحالة الثانية (دعاء الأصنام) ه
هنا كان يجب أن تكون الآية كالتالى
"مثل الذين كفروا فى دعائهم كمثل الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداء "

وهنا نجد في تفسير الطبري
وقال آخرون : معنى ذلك : ومثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم وأوثانهم التي لا تسمع ولا تعقل , كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء , وذلك الصدى الذي يسمع صوته , ولا يفهم به عنه الناعق شيئا . فتأويل الكلام على قول قائل ذلك : ومثل الذين كفروا وآلهتهم في دعائهم إياها وهي لا تفقه ولا تعقل كمثل الناعق بما لا يسمعه الناعق إلا دعاء ونداء , أي لا يسمع منه الناعق إلا دعاءه ذكر من قال ذلك : 2036 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قوله : { ومثل الذين كفروا كمثل الذي ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء } قال : الرجل الذي يصيح في جوف الجبال فيجيبه فيها صوت يراجعه يقال له الصدى , فمثل آلهة هؤلاء لهم كمثل الذي يجيبه بهذا الصوت لا ينفعه لا يسمع إلا دعاء ونداء . قال : والعرب تسمي ذلك الصدى .
وقد تحتمل الآية على هذا التأويل وجها آخر غير ذلك , وهو أن يكون معناها : ومثل الذين كفروا في دعائهم آلهتهم التي لا تفقه دعاءهم كمثل الناعق بغنم له من حيث لا تسمع صوته غنمه فلا تنتفع من نعقه بشيء غير أنه في عناء من دعاء ونداء , فكذلك الكافر في دعائه آلهته إنما هو في عناء من دعائه إياها وندائه لها , ولا ينفعه شيء .
انتهت الحالات

ومن هنا الغموض فى انعدام الرابط بين مثل الذي ينعق والذين كفروا
وبانعدام الرابط أصبح المثل يحتمل تأويلات
الأول : كفار لا يسمعون الوعظ كالبهائم تُنادى فلا تفقه في الكلام شيئا ولا تسمع إلا صياح الراعي الخالي من معنى
الثانى : كفار يدعون آلهتهم كالذي يدعو دعاءا لا يسمع منه إلا صوته الخائب أو الذي يدعو غنمه فلا تستجيب له فالأصنام مثل البهائم لا تسمع إلا الصياخ ولا تفقه معناه
ماذا يعني المثل ؟
هل يتكلم عن وعظ الكفار أم عن طريقة دعائهم الأصنام ؟
وماذا ضرت كلمة " واعظ " أو " دعائهم " لو أضافها الكاتب في آيته حتى تكون واضحة ؟
"مثل واعظ الكفار كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء ونداء"
"مثل الذين كفروا فى دعائهم كمثل الذي ينعق بما لايسمع إلا دعاء ونداء "

وفى الأخير نرى الطبرى يختار التأويل الأول يعنى الوعظ ولأسباب لا علاقة لها باللغة بل بأسباب التنزيل الغير أكيدة

الطبري
وأولى التأويل عندي بالآية التأويل الأول وهو أن معنى الآية : ومثل وعظ الكافر وواعظه كمثل الناعق بغنمه ونعيقه وإنما اخترنا هذا التأويل , لأن هذه الآية نزلت في اليهود , وإياهم عنى الله تعالى ذكره بها , ولم تكن اليهود أهل أوثان يعبدونها ولا أهل أصنام يعظمونها ويرجون نفعها أو دفع ضرها . ولا وجه إذ كان ذلك كذلك لتأويل من تأول ذلك أنه بمعنى : مثل الذين كفروا في ندائهم الآلهة ودعائهم إياها . فإن قال قائل : وما دليلك على أن المقصود بهذه الآية اليهود ؟ قيل : دليلنا على ذلك ما قبلها من الآيات وما بعدها , فإنهم هم المعنيون به , فكان ما بينهما بأن يكون خبرا عنهم أحق وأولى من أن يكون خبرا عن غيرهم حتى تأتي الأدلة واضحة بانصراف الخبر عنهم إلى غيرهم . هذا مع ما ذكرنا من الأخبار عمن ذكرنا عنه أنها فيهم نزلت , والرواية التي روينا عن ابن عباس أن الآية التي قبل هذه الآية نزلت فيهم

1 commentaire:

  1. لَا يَسمع .. لا تساوي >> لا يُسمع
    الفعل الأول يعود على صاحبه أما الفعل الآخر يعود على الآخرين.

    فمقصد التمثيل في هذه الآية :
    وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لَا يَسْمَعُ إِلَّا دُعَاءً وَنِدَاءً صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ

    البقرة 171

    أن مثل الكافر كمثل الأصم الأبكم الذي ينعق بما لا يَسمع .
    وما نعيقه إلا دعاء ونداء لا يفهم منه شيء غير ذلك .

    RépondreSupprimer