dimanche 14 novembre 2010

روايتان مختلفتان فى قصة نوح

روايتان مختلفتان فى قصة نوح

هل للذين آمنوا بنوح ذرية بعد الطوفان أم ماتوا ولم يبقى الا ذرية نوح؟

تتلخص القضية التى سأعرض لها فى ان هناك رأيين عند المسلمين , وكلا الرأيين يستند على آيات القرآن

الرأى الاول والسائد هو ان الجنس البشرى بعد الطوفان من ذرية نوح , اى ان البشر جميعا يعودون فى نسلهم ونسبهم الى ابناء نوح الثلاثة سام وحام ويافث

والرأى الثانى ان الجنس البشرى بعد الطوفان يعودون فى نسلهم ونسبهم الى ابناء نوح الثلاثة بالاضافة الى ابناء الفئة القليلة من الناس الذين آمنوا بدعوة نوح من قومه والذين انقذهم الله من الطوفان

اصحاب الرأى الاول أماتوا(اى قالوا بموتهم جميعا ) الذين نجوا من الطوفان بمجرد نجاتهم حتى يضمنوا ان جميع الجنس البشرى من احفاد ابناء نوح الثلاثة

بينما اصحاب الرأى الثانى لم يلجأوا لهذه الاماتة القسرية !!

الرواية الاولى

من قصة نوح فى سورة هود نعلم انه لم يؤمن برسالة نوح الا ذريته باستثناء ابنه الكافر , و قليل من الناس وكانوا من الفقراء واصحاب المهن الوضيعة كالحاكة والاساكفة , واختلف المسلمون فى عددهم فقالوا كانوا 80 رجل وامرأة وقالوا 72 وقالوا 6 , وعندما حدث الطوفان انقذ الله ذرية نوح باستثناء ابنه الكافر والحيوانات وكذلك انقذ من آمن برسالته من الفقراء

واليك القصة فى سورة هود:

ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه إني لكم نذير مبين ...25

فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا

وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِين.. 27

وأوحى الى أنه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون .. 36

حتى اذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ومن آمن وما آمن معه الا قليلا .. 40

والنص واضح لا يحتاج لشرح ومع ذلك لنقرأ مقتطفات من التفاسير:

الجلالين :

فقال الملأ الذين كفروا من قومه" وهم الأشراف "ما نراك إلا بشرا مثلنا" ولا فضل لك علينا "وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا" أسافلنا كالحاكة والأساكفة "بادئ الرأي" بالهمز وتركه أي ابتداء من غير تفكر فيك ونصبه على الظرف أي وقت حدوث أول رأيهم "وما نرى لكم علينا من فضل" فتستحقون به الاتباع منا "بل نظنكم كاذبين" في دعوى الرسالة أدرجوا قومه معه في الخطاب

القرطبى :

وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا

أرادوا اتبعك أخساؤنا وسقطنا وسفلتنا . قال الزجاج : نسبوهم إلى الحياكة ; ولم يعلموا أن الصناعات لا أثر لها في الديانة . قال النحاس : الأراذل هم الفقراء , والذين لا حسب لهم , والخسيسو الصناعات . وفي الحديث ( أنهم كانوا حاكة وحجامين ) . وكان هذا جهلا منهم ; لأنهم عابوا نبي الله صلى الله عليه وسلم بما لا عيب فيه ; لأن الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم , إنما عليهم أن يأتوا بالبراهين والآيات , وليس عليهم تغيير الصور والهيئات , وهم يرسلون إلى الناس جميعا , فإذا أسلم منهم الدنيء لم يلحقهم من ذلك نقصان ; لأن عليهم أن يقبلوا إسلام كل من أسلم منهم .

الطبرى

وَقَوْله : { وَمَا نَرَاك اِتَّبَعَك إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلنَا بَادِيَ الرَّأْي } يَقُول : وَمَا نَرَاك اِتَّبَعَك إِلَّا الَّذِينَ هُمْ سَفَلَتنَا مِنْ النَّاس دُون الْكُبَرَاء وَالْأَشْرَاف فِيمَا يُرَى وَيَظْهَر لَنَا .

بن كثير

فقال " الملأ الذين كفروا من قومه " والملأ هم السادة والكبراء من الكافرين منهم " ما نراك إلا بشرا مثلنا " أي لست بملك ولكنك بشر فكيف أوحي إليك من دوننا ثمما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا كالباعة والحاكة وأشباههم ولم يتبعك الأشراف ولا الرؤساء منا ...

أما عن تفسير الاية:

حتى اذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ومن آمن وما آمن معه الا قليلا .. 40

فيقول ابن كثير:

وقوله" وأهلك إلا من سبق عليه القول " أي واحمل فيها أهلك وهم أهل بيته وقرابته إلا من سبق عليه القول منهم ممن لم يؤمن بالله فكان منهم ابنه يام الذي انعزل وحده وامرأة نوح وكانت كافرة بالله ورسوله وقوله " ومن آمن " أي من قومك " وما آمن معه إلا قليل " أي نزر يسير مع طول المدة والمقام بين أظهرهم ألف سنة إلا خمسين عاما فعن ابن عباس كانوا ثمانين نفسا منهم نساؤهم وعن كعب الأحبار كانوا اثنين وسبعين نفسا وقيل كانوا عشرة , وقيل إنما كان نوح وبنوه الثلاثة سام وحام ويافث وكنائنه الأربع نساء هؤلاء الثلاثة وامرأة يام وقيل بل امرأة نوح كانت معهم في السفينة وهذا فيه نظر بل الظاهر أنها هلكت لأنها كانت على دين قومها فأصابها ما أصابهم كما أصاب امرأة لوط ما أصاب قومها والله أعلم وأحكم .

ويقول الجلالين

"وأهلك" أي زوجته وأولاده "إلا من سبق عليه القول" أي منهم بالإهلاك وهو زوجته وولده كنعان بخلاف سام وحام ويافث فحملهم وزوجاتهم الثلاثة "ومن آمن وما آمن معه إلا قليل" قيل كانوا ستة رجال ونساءهم وقيل : جميع من كان في السفينة ثمانون نصفهم رجال ونصفهم نساء

ويقول الطبرى

{ ومن آمن } يقول : واحمل معهم من صدقك واتبعك من قومك . يقول الله : { وما آمن معه إلا قليل } يقول : وما أقر بوحدانية الله مع نوح من قومه إلا قليل واختلفوا في عدد الذين كانوا آمنوا معه فحملهم معه في الفلك , فقال بعضهم في ذلك : كانوا ثمانية أنفس . ذكر من قال ذلك : 14032 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , قوله : { وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل } قال : ذكر لنا أنه لم يتم في السفينة إلا نوح وامرأته وثلاثة بنيه , ونساؤهم , فجميعهم ثمانية 14033 - حدثنا ابن وكيع والحسن بن عرفة , قالا : ثنا يحيى بن عبد الملك بن أبي غنية , عن أبيه , عن الحكم : { وما آمن معه إلا قليل } قال : نوح , وثلاثة بنيه , وأربع كنائنه 14034 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , قال : قال ابن جريج : حدثت أن نوحا حمل معه بنيه الثلاثة وثلاث نسوة لبنيه , وامرأة نوح , فهم ثمانية بأزواجهم . وأسماء بنيه : يافث , وسام , وحام , وأصاب حام زوجته في السفينة , فدعا نوح أن يغير نطفته فجاء بالسودان وقال آخرون : بل كانوا سبعة أنفس . ذكر من قال ذلك : 14035 - حدثني الحارث , قال : ثنا عبد العزيز , قال : ثنا سفيان , عن الأعمش { وما آمن معه إلا قليل } قال : كانوا سبعة : نوح , وثلاث كنائن له , وثلاثة بنين وقال آخرون : كانوا عشرة سوى نسائهم . ذكر من قال ذلك : 14036 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , قال : لما فار التنور , حمل نوح في الفلك من أمره الله به , وكانوا قليلا كما قال الله , فحمل بنيه الثلاثة : سام , وحام , ويافث , ونساءهم , وستة أناسي ممن كان آمن , فكانوا عشرة نفر بنوح وبنيه وأزواجهم وقال آخرون : بل كانوا ثمانين نفسا . ذكر من قال ذلك : 14037 - حدثنا القاسم , قال : ثنا الحسين , قال : ثني حجاج , قال : قال ابن جريج , قال ابن عباس : حمل نوح معه في السفينة ثمانين إنسانا 14038 - حدثني الحارث , قال : ثنا عبد العزيز , قال : ثنا سفيان , كان بعضهم يقول : كانوا ثمانين , يعني القليل الذي قال الله : { وما آمن معه إلا قليل } 14039 - حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي , قال : ثنا زيد بن الحباب , قال : ثني حسين بن واقد الخراساني , قال : ثني أبو نهيك , قال : سمعت ابن عباس يقول : كان في سفينة نوح ثمانون رجلا , أحدهم جرهم والصواب من القول في ذلك أن يقال كما قال الله : { وما آمن معه إلا قليل } يصفهم بأنهم كانوا قليلا , ولم يحدد عددهم بمقدار ولا خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح , فلا ينبغي أن يتجاوز في ذلك حد الله , إذ لم يكن لمبلغ عدد ذلك حد من كتاب الله أو أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ويقول القرطبى

قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( آمن من قومه ثمانون إنسانا , منهم ثلاثة من بنيه ; سام وحام ويافث , وثلاث كنائن له . ولما خرجوا من السفينة بنوا قرية وهي اليوم تدعى قرية الثمانين بناحية الموصل ) . وورد في الخبر أنه كان في السفينة ثمانية أنفس ; نوح وزوجته غير التي عوقبت , وبنوه الثلاثة وزوجاتهم ; وهو قول قتادة والحكم بن عتيبة وابن جريج ومحمد بن كعب ; فأصاب حام امرأته في السفينة , فدعا نوح الله أن يغير نطفته فجاء بالسودان . قال عطاء : ودعا نوح على حام ألا يعدو شعر أولاده آذانهم , وأنهم حيثما كان ولده يكونون عبيدا لولد سام ويافث . وقال الأعمش : كانوا سبعة ; نوح وثلاث كنائن وثلاثة بنين ; وأسقط امرأة نوح . وقال ابن إسحاق : كانوا عشرة سوى نسائهم ; نوح وبنوه سام وحام ويافث , وستة أناس ممن كان آمن به , وأزواجهم جميعا . و " قليل " رفع ب" آمن " , ولا يجوز نصبه على الاستثناء ; لأن الكلام قبله لم يتم , إلا أن الفائدة في دخول " إلا " و " ما " لأنك لو قلت : آمن معه فلان وفلان جاز أن يكون غيرهم قد آمن ; فإذا جئت بما وإلا , أوجبت لما بعد إلا ونفيت عن غيرهم .

الرواية الثانية

فى سورة الصافات 77

وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ

ولنقرأ تفاسير هذه الاية اولا

بن كثير

قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول : لم تبق إلا ذرية نوح عليه السلام وقال سعيد بن أبي عروبة عن قتادة في قوله تبارك وتعالى " وجعلنا ذريته هم الباقين " قال الناس كلهم من ذرية نوح عليه السلام وقد روى الترمذي وابن جرير وابن أبي حاتم من حديث سعيد بن بشير عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى " وجعلنا ذريته هم الباقين " قال " سام وحام ويافث " وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة عن الحسن عن سمرة رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال " سام أبو العرب وحام أبو الحبش ويافث أبو الروم " ورواه الترمذي عن بشر بن معاذ العقدي عن يزيد بن زريع عن سعيد وهو ابن أبي عروبة عن قتادة به قال الحافظ أبو عمر بن عبد البر : وقد روي عن عمران بن حصين رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله والمراد بالروم ههنا هم الروم الأول وهم اليونان المنتسبون إلى رومي بن ليطي بن يونان بن يافث بن نوح عليه السلام ثم روي من حديث إسماعيل بن عياش عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب قال : ولد نوح عليه السلام ثلاثة : سام ويافث وحام وولد كل واحد من هؤلاء الثلاثة ثلاثة فولد سام العرب وفارس والروم وولد يافث الترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج وولد حام القبط والسودان والبربر وروي عن وهب بن منبه نحو هذا والله أعلم .

الجلالين

"وجعلنا ذريته هم الباقين" فالناس كلهم من نسله عليه السلام وكان له ثلاثة أولاد : سام وهو أبو العرب والفرس والروم وحام وهو أبو السودان ويافث وهو أبو الترك والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك

وقوله : { وجعلنا ذريته هم الباقين } يقول : وجعلنا ذرية نوح هم الذين بقوا في الأرض بعد مهلك قومه , وذلك أن الناس كلهم من بعد مهلك نوح إلى اليوم إنما هم ذرية نوح , فالعجم والعرب أولاد سام بن نوح , والترك والصقالبة والخزر أولاد يافث بن نوح , والسودان أولاد حام بن نوح , وبذلك جاءت الآثار , وقالت العلماء . 22557 - حدثنا محمد بن بشار , قال : ثنا ابن عثمة , قال : ثنا سعيد بن بشير , عن قتادة , عن الحسن , عن سمرة , عن النبي صلى الله عليه وسلم , في قوله : { وجعلنا ذريته هم الباقين } قال : " سام وحام ويافث " . 22558 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة , في قوله : { وجعلنا ذريته هم الباقين } قال : فالناس كلهم من ذرية نوح . 22559 - حدثنا علي , قال : ثنا أبو صالح , قال : ثني معاوية , عن علي , عن ابن عباس , في قوله : { وجعلنا ذريته هم الباقين } يقول : لم يبق إلا ذرية نوح

القرطبى

قال ابن عباس : لما خرج نوح من السفينة مات من معه من الرجال والنساء إلا ولده ونساءه ; فذلك قوله : " وجعلنا ذريته هم الباقين " . وقال سعيد بن المسيب :كان ولد نوح ثلاثة والناس كلهم من ولد نوح : فسام أبو العرب وفارس والروم واليهود والنصارى . وحام أبو السودان من المشرق إلى المغرب : السند والهند والنوب والزنج والحبشة والقبط والبربر وغيرهم . ويافث أبو الصقالبة والترك واللان والخزر ويأجوج ومأجوج وما هنالك . وقال قوم : كان لغير ولد نوح أيضا نسل ; بدليل قوله : " ذرية من حملنا مع نوح " [ الإسراء : 3 ] . وقوله : " قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم " [ هود : 48 ] فعلى هذا معنى الآية : " وجعلنا ذريته هم الباقين " دون ذرية من كفر أنا أغرقنا أولئك .

والمشكلة هنا ان الاية تقرر بلغة قاطعة لا غموض فيها ان الباقين أى الذين نجوا من الطوفان هم ذرية نوح أى اولاده سام وحام ويافث ,

وهذا ما قاله محمد نفسه فى الاحاديث التى يوردها معظم المفسرين , وبالتالى قال معظم الصحابة والعلماء والمفسرون بنفس القول

فأين ذرية الذين آمنوا بدعوته الذين وصفهم الكفار من قوم نوح بالأراذل " وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا " والذين آمنوا وانقذهم الله مع نوح فى الفلك , كما فى الاية " قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك ومن آمن وما آمن معه الا قليلا" ؟؟

وكان يبلغ عددهم حوالى 80 زوج وزوجة او 72 او حتى 6 فقط كما قالوا؟

يبدو ان الراوى فى هذه الاية من سورة الصافات لا يعلم شيئا عما جاء عن الاراذل الذين آمنوا وأنقذهم الله مع نوح فى سورة هود والا لقال :

وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ وذرية الذين اتبعوه هُمُ الْبَاقِينَ

ان العقل يقول طالما انقذ الله نوح وذريته والذين آمنوا به وجميع أزواج الكائنات , اذن كان الهدف ان يبقى النسل الانسانى والحيوانى من خلال أزواج الحيوانات ومن خلال ذريته وذرية الذين آمنوا بدعوته .

اما ان ينقذ الله الذين آمنوا من الغرق , ولا يترك لهم ذرية فهذا من العبث ولا يليق باله حكيم

وللخروج من هذه الورطة , وحتى يوفقوا بين تناقض الروايتين أمات علماء المسلمين كل الرجال والنساء على ظهر السفينة الا نوح واولاده ونسائه !!! هكذا بمنتهى البساطة . جميع المؤمنين ماتوا لما خرج نوح من السفينة !! ولا حول ولا قوة الا بالله !!

وهكذا لن يبقى الا اولاد نوح الثلاثة ومنهم تتناسل البشرية , وهكذا تصدق الاية : وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ !!

وأورد القرطبى فى تفسيره شيئا خطيرا يقول:

" وقال قوم : كان لغير ولد نوح أيضا نسل ; بدليل قوله : " ذرية من حملنا مع نوح " [ الإسراء : 3 ] . وقوله : " قيل يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم "[ هود : 48 ]"

ويبدو ان هؤلاء القوم الذى ينقل القرطبى رأيهم محقين فى قولهم ان هناك نسل باقى لغير اولاد نوح لانهم استشهدوا بآيات تفيد ذلك بجلاء .

وهذا يؤكد على التناقض المبين بين روايتى هود والصافات

فمن أخذ بآيات هود فقط استدل على ان كلا من اولاد نوح والذين إتبعوا نوح من الفقراء لهم نسل ما بعد الطوفان .

أما من أخذ بآية الصافات فقط استدل على ان نسل ما بعد الطوفان من اولاد نوح فقط.

1 commentaire:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم

    المسألة بسيطة يا صاحب المدونة. ذرية من حملنا مع نوح هي ذرية أبناء نوح الذين حملهم الله مع نوح. وبالتالي هم ذرية نوح الباقين.
    ليتك اتهمت نفسك بقصور الفهم قبل أن تسئ الظن بكلام الله.

    RépondreSupprimer