إسرائليات القرآن وسلسلة أساطير الشرق الأدنى
تحية
" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا "
"ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ " [يوسف:102
"
إن هو إلا وحي يوحى"
هذا كان جواب القرآن على كل من اتهم نبي الإسلام بالإفتراء , فقالوا (أخزى الله الأنجاس) " ما هذا إلا أساطير الأولين "
فهل بإمكاننا تفنيد كلام هؤلاء الأنعام من المشركين كما يسميهم القرآن .
قبل أن نتعرض للأساطير المعنية بدراستنا هذه , سنتطرق أولا لحجة طالما يسوقها المسلمون للرد على تهمة الإفتراء ,..حجة الأمية
"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
ببساطة القرآن يدافع عن نفسه ويقول أن محمد ا كان يجهل أخبار الأولين من أهل الكتاب
"راعي غنم بسيط لا يقرأ فكيف له أن يسقتبس من مروياتهم ؟ " هذه حجتهم
سنعرض هنا أحد الأمثال المحمدية من صحيح البخاري لندرس من خلاله حجة الأمية
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود على قيراط قيراط ثم عملت النصارى على قيراط قيراط ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء "
الحديث عبارة عن مثل لقنه محمد (ص) لصحابته نلخصه كالتالي
استأجر رجل عمالا (يهود , نصارى , مسلمين)
1-فققال من يعمل لي من الفجر إلى نصف النهار فعملت اليهود بديـــــــــــــــــــنار واحد
2-فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى بديـــــــــنارواحد
3-فقال من يعمل لي من العصر إلى مغرب الشمس فعمل المسلمون بدينـــــــــــــــــــــارين
فغظبت اليهود والنصارى وطالبوا برفع الأجرة , هم الذين تعبوا وعملوا في حر الشمس و قت الظهر والعصر بدينار بينما يعمل البقية في نعمة البرودة وقت المغرب بدينارين
فقال المستأجر : هذا مالي وأعمل بمالي ما أشاء
انتهى .
لا يهمنا هنا مغزى الحديث , ولا معنى المثل لكن الذي لفت انتباهنا هو تشابه هذا الأخير مع مثل ورد في الأنجيل
تشابه كبير لدرجة لا يمكن إغفالها ولا تفسير لذالك إلا بقولنا أن محمد(ص) كان عارفا بكتب أهل الكتاب
المثل بلسان إنجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيل متى
" فإن ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه
فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم و ارسلهم الى كرمه
ثم خرج نحو الساعة الثالثة و راى اخرين قياما في السوق بطالين
فقال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم فمضوا
و خرج ايضا نحو الساعة السادسة و التاسعة و فعل كذلك
ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج و وجد اخرين قياما بطالين فقال لهم لماذا وقفتم هنا كل النهار بطالين
قالوا له لانه لم يستاجرنا احد قال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فتاخذوا ما يحق لكم
فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة و اعطهم الاجرة مبتدئا من الاخرين الى الاولين
فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة و اخذوا دينارا دينارا
فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا
و فيما هم ياخذون تذمروا على رب البيت
قائلين هؤلاء الاخرون عملوا ساعة واحدة و قد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار و الحر
فاجاب و قال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك اما اتفقت معي على دينار
فخذ الذي لك و اذهب فاني اريد ان اعطي هذا الاخير مثلك
او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي "
انتهى .
المثل نفسه بشحمه ولحمه وعظمه .
وهذا يدفعنا للشك الجدي بحجة الأمية تلك التي يسوقها لنا القرآن , فها هو الدليل المادي المقروء الملموس البعيد عن التكهنات والتخمينات الذي يثبت عدم أميته
لنعد الآن لأســــــــــــــــــاطيرنا
سنورد هنا قصة إبراهيم وهدمه للأصنام
قد تطرق لهذا الموضوع الكثير من اللادينين والمسيحين والملحدين
والقصة نجدها في كتب عديدة مثل كتاب سنكلير تيسدال " مصادر القرآن"
وفي سايتات إنجيلزية قد لا يفهما العربي
لكن هذه الكتب ضخمة و قلما يقرأ العربي هكذا كتب فقررت أن ألخص الأمر في هذه المقالة الصغيرة
قصة إبراهيم هذه مشتتة في القرآن سنلخصها كالتالي
" إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين« (الأنعام 6: 76-79)
حاججه قومه في دينه فقال
»أتحاجّونني في الله وقد هداني؟.. وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء. إن ربك حكيم عليم« (سورة الأنعام 6: 80 و83)
-دعى إبراهيم أباه للدين فقال
فقال يا أبت لِمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً؟« (سورة مريم 19: 42)
لكن أباه لم يسمع منه , فحاج قومه من جديد فقال
قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون؟ فإنهم عدو لي إلا رب العالمين« (سورة الشعراء 26: 75-77)
- تفشي خبره وبلوغه للملك نمرود وهذا كان الجدال الذي دار بينهما
قال إبراهيم: »ربي الذي يحيي ويميت« (سورة البقرة 2: 258)
فقال نمرود: أنا أحيي وأميت.
قال إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟
قال(نمرود): آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمتُّه، ثم أعفو عن الآخر فأكون قد أحييته.
فقال له إبراهيم عند ذلك: »إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْتِ بها من المغرب« (سورة البقرة 2: 258
تستمر القصة الآن لما بدأ ابراهيم يستهزأ بالاصنام فقال:
ألا تأكلون؟ فلما لم تجبه. قال: ما لكم لا تنطقون؟ فراغ عليهم ضرباً باليمين« (سورة الصافات 37: 91 و92)
وجعل يكسرهن بفأس في يده حتى لم يبق إلا الصنم الأكبر، فعلق الفأس في عنقه ثم خرج
فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون« (سورة الأنبياء 21: 58)
فلما رأى ذالك قومه تساءلوا عن الفاعل الأثيم الذي كسر أصنامهم فقالوا :
قالوا من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين. قالوا: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم« (سورة الأنبياء 21: 59 و60)
فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون« (سورة الأنبياء 21: 61) (محاكمة)
فقالوا له :
أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال إبراهيم: بل فعله كبيرهم هذا. غضب من أن تعبدوا معه هذه الأصنام الصغار وهو أكبر منها فكسرهن، فاسألوهم إن كانوا ينطقون« (سورة الأنبياء 21: 62 و63)
أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم؟ أف لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون؟« (سورة الأنبياء 21: 66 و67
فقال قومه : "حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين" (الأنبياء 21: 68)
"قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم" (سورة الصافات 37: 97)
فتدخل الله بعدها وقال:
" يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم " (سورة الأنبياء 21: 69) .
انتهت القصة
لنا أن نتساءل أولا عن خرق هذه القصة لنواميس الطبيعة و قوانينها مع العلم أن الله يقول" لن تجد لسنة الله تحويلا" " ولن تجد لكلمات الله تبديلا" !!! فكيف بدل قوانينه وسنته عندما خرج إبراهيم سالما من النار ؟
لكن الأهم أن هذه القصة موجودة في المدراش اليهودي الخرافي
ويعترف علماء اليهود أن هذه القصة موضوعة من طرف مفسري التوراة
هاهي القصة كما وردت في كتاب التفسير اليهوديMidrash B'reishit Rabbah 38:13
ترجمة سنكلير تيسدال (وهذا الميدراش موجود على النت بالإنجليزي لكل من يريد البحث) :
"إن تارح(أبو إبراهيم) كان يصنع الأصنام، فخرج مرة إلى محل ما وأناب عنه إبراهيم في بيعها، فإذا أتى أحد يريد الشراء كان إبراهيم يقول له: كم عمرك؟ فيقول له: عمري خمسون أو ستون سنة، فكان إبراهيم يقول له: ويل لمن كان عمره ستين سنة ويرغب في عبادة الشيء الذي لم يظهر في حيز الوجود إلا منذ أيام قليلة. فكان يعتري الرجل الخجل وينصرف إلى حال سبيله. ومرة أتت امرأة وفي يدها صحن دقيق قمح، وقالت له: يا هذا، ضع هذا أمامهم. فقام وأخذ عصا في يده وكسرها كلها جذاذاً ووضع العصا في يد كبيرهم. فلما أتى أبوه قال له: من فعل بهم كذلك؟ فقال له إبراهيم: لا أخفي عليك شيئاً. إن امرأة أتت ومعها صحن دقيق قمح وقالت لي: يا هذا ضع هذا أمامهم. فوضعته أمامهم، فقال هذا: أريد أن آكل أولاً، وقال ذلك: أريد أنا أن آكل أولاً. فقام كبيرهم وأخذ العصا وكسرهم. فقال له أبوه: لماذا تلفق عليَّ خرافة؟ فهل هذه الأصنام تدرك وتعقل؟ فقال له إبراهيم: ألا تسمع أذناك ما تتكلم به شفتاك؟ فألقى والده القبض عليه وسلَّمه إلى نمرود، فقال له نمرود: فلنعبد النار. فقال له إبراهيم: فلنعبد المياه التي تطفئ النار. فقال له نمرود: فلنعبد المياه: فقال له إبراهيم: إذا كان الأمر كذلك فلنعبد السحاب الذي يجيء بالمياه. فقال له نمرود: فلنعبد السحاب، فقال له إبراهيم: إذا كان الأمر كذلك فلنعبد الرياح التي تسوق السحاب. فقال له نمرود: فلنعبد الرياح. فقال له إبراهيم: فلنعبد الإنسان الذي يقاوم الرياح. فقال له نمرود: إذا كان مرادك المحاولة فأنا لا أعبد إلا النار، وها أنا ألقيك في وسطها، وليأت الله الذي تعبده وينقذك منها. ونزل إبراهيم في أتون النار ونجا" انتــــــــــــــــــهى.
و هذا الكتاب الذي يورد القصة نفسها أقدم من القرآن بكثـــــــــــــير
فنجد مثلا شهادة القديس جيروم القرن الثالث للميلاد يحدثنا عن هذا التفسير اليهودي لتكوين 11:28ويذكر هذه القصة
ونجد كذالك التلمود البابلي يحدثنا عن هذه القصة
قصة وضعها مفسر يهودي قبل الإسلام وسأورد هنا سبب هذا التفسير الخاطىء لنص توراتي كما قال تيسدال في كتابه مصادر القرآن
" لم يعتقد بصحة هذه القصةإلا عوام اليهود، أما كل عالِم مدقق فيعرف أن منشأ هذه الخرافة هو الاشتباه واللبس والخطأ، فإن أساس هذه القصة مبني على ما جاء في سفر التكوين، حيث قال الله لإبراهيم: »أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين« (تكوين 15: 7). ومعنى أور بلغة البابليين القديمة »مدينة«. وجاءت جزءاً من كلمة »أورشليم« ومعناها »مدينة شليم« أي »مدينة إله السلام«. واسم أور الكلدانيين الآن »المغيَّر« وكان إبراهيم أولاً ساكناً في هذه المدينة. ولكن توجد في اللغة العبرية والأرامية والكلدانية لفظة أخرى وهي »أَوْر« تشبه »أور« في النطق والكتابة، غير أن معنى »أور« في اللغة العبرية »النور«.
وبعد تدوين التوراة بسنين عديدة جاء مفسرٌ يهودي، اسمه يوناثان بن عزييل، لم تكن له أدنى معرفة بلغة البابليين القديمة، وأخذ يترجم هذه الآية إلى اللغة الكلدانية، فقال:
»أنا !لرب الذي أخرجك من تنور نار الكلدانيين"
وقال هذا المفسر الجاهل في تفسيره على تكوين 11: 38
»لما طرح نمرود إبراهيم في أتون النار لامتناعه عن السجود لأصنامه لم يؤذن للنار أن تضره«.
ومثَل هذا المفسر في الخطأ الذي ارتكبه كمثَل إنسان قرأ في إحدى الجرائد الإنجليزية أن »الرات« أي الفأر نقل الكوليرا إلى المركب. فبدل أن يترجم »الرات« بالفأر (لأن هذا هو معناها باللغة الإنجليزية) ظن أن »الرات« هو الرجل العظيم، فقال إن الرجل العظيم نقل الكوليرا.. إلخ، لأن »الرات« باللغة العربية هي الرجل العظيم، ولم يدر أن الكلمة التي ترجمها أجنبية. فلا عجب من وقوع الجاهل في مثل هذا الغلط الذي بُنيت عليه القصة."
و يضيف تيسدال قائلا :
"لكن هل يمكن أن نصدق أن النبي الحقيقي يتوهَّم هذه الخرافة ويدوِّنها في كتابه ثم يدَّعي أن كتابه منزَل من عند الله، وأن الدليل على ذلك هو أنه يتطابق مع كتب اليهود الموحى بها؟ وبصرف النظر عن كل ذلك فنمرود الجبار (حسب كلام موسى الوارد في سفر التكوين) لم يكن في أيام إبراهيم، بل كان قبل مولد إبراهيم بأجيال عديدة. ومع أن اسم نمرود ورد في الأحاديث والتفاسير الإسلامية، إلا أنه لم يرد في هذه القصة الواردة في القرآن ذاته. وواضحٌ أن الذي أدخل اسم نمرود في القصة جاهل بالكتابة والتاريخ، شأنه شأن من يقول إن الإسكندر ذا القرنين ألقى عثمان أحد سلاطين العثمانيين في النار، ولم يقل ذلك إلا لأنه يجهل مقدار الزمان بين الإسكندر وعثمان، ولأنه لم يدرِ أن عثمان لم يُلقَ في النار مطلقاً."
انتهى
خاتــــــــــــــمة
قصة كتبت من طرف مفسر يهودي بقرون قبل الإسلام , اعتمد المفسر في هذا التفسير على فهمه الخاطىء لكلمة أور البابلية
قصة لا يوافق عليها كل علماء اليهود ولا على تارخيتها
ثم لنا أن نتساءل............أليست أخلاقيات مثل هذه هي التى أوحت لحركة الطالبان بكسر تماثيل البوذا في أفغنستان ؟
فقام العالم الإسلامي يندد بذالك متناسيا أن هذه الشخصية المسماة إبراهيم قد قامت بكسرتماثيل الغير وانتهاك مقدساتهم
كيف يقول الله أن مثل هذه القصص من أنباء الغيب و هي من مرويات اليهود الموجودة في كتبهم الخرافية وليس حتى في التوراة؟
أليست من أساطير الأولين ؟
تحياتي
" تلك من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا "
"ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ " [يوسف:102
"
إن هو إلا وحي يوحى"
هذا كان جواب القرآن على كل من اتهم نبي الإسلام بالإفتراء , فقالوا (أخزى الله الأنجاس) " ما هذا إلا أساطير الأولين "
فهل بإمكاننا تفنيد كلام هؤلاء الأنعام من المشركين كما يسميهم القرآن .
قبل أن نتعرض للأساطير المعنية بدراستنا هذه , سنتطرق أولا لحجة طالما يسوقها المسلمون للرد على تهمة الإفتراء ,..حجة الأمية
"وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لَارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ"
ببساطة القرآن يدافع عن نفسه ويقول أن محمد ا كان يجهل أخبار الأولين من أهل الكتاب
"راعي غنم بسيط لا يقرأ فكيف له أن يسقتبس من مروياتهم ؟ " هذه حجتهم
سنعرض هنا أحد الأمثال المحمدية من صحيح البخاري لندرس من خلاله حجة الأمية
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال حدثني مالك عن عبد الله بن دينار مولى عبد الله بن عمر عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما
"أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إنما مثلكم واليهود والنصارى كرجل استعمل عمالا فقال من يعمل لي إلى نصف النهار على قيراط قيراط فعملت اليهود على قيراط قيراط ثم عملت النصارى على قيراط قيراط ثم أنتم الذين تعملون من صلاة العصر إلى مغارب الشمس على قيراطين قيراطين فغضبت اليهود والنصارى وقالوا نحن أكثر عملا وأقل عطاء قال هل ظلمتكم من حقكم شيئا قالوا لا فقال فذلك فضلي أوتيه من أشاء "
الحديث عبارة عن مثل لقنه محمد (ص) لصحابته نلخصه كالتالي
استأجر رجل عمالا (يهود , نصارى , مسلمين)
1-فققال من يعمل لي من الفجر إلى نصف النهار فعملت اليهود بديـــــــــــــــــــنار واحد
2-فقال من يعمل لي من نصف النهار إلى العصر فعملت النصارى بديـــــــــنارواحد
3-فقال من يعمل لي من العصر إلى مغرب الشمس فعمل المسلمون بدينـــــــــــــــــــــارين
فغظبت اليهود والنصارى وطالبوا برفع الأجرة , هم الذين تعبوا وعملوا في حر الشمس و قت الظهر والعصر بدينار بينما يعمل البقية في نعمة البرودة وقت المغرب بدينارين
فقال المستأجر : هذا مالي وأعمل بمالي ما أشاء
انتهى .
لا يهمنا هنا مغزى الحديث , ولا معنى المثل لكن الذي لفت انتباهنا هو تشابه هذا الأخير مع مثل ورد في الأنجيل
تشابه كبير لدرجة لا يمكن إغفالها ولا تفسير لذالك إلا بقولنا أن محمد(ص) كان عارفا بكتب أهل الكتاب
المثل بلسان إنجــــــــــــــــــــــــــــــــــــــيل متى
" فإن ملكوت السماوات يشبه رجلاً رب بيت خرج مع الصبح ليستاجر فعلة لكرمه
فاتفق مع الفعلة على دينار في اليوم و ارسلهم الى كرمه
ثم خرج نحو الساعة الثالثة و راى اخرين قياما في السوق بطالين
فقال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فاعطيكم ما يحق لكم فمضوا
و خرج ايضا نحو الساعة السادسة و التاسعة و فعل كذلك
ثم نحو الساعة الحادية عشرة خرج و وجد اخرين قياما بطالين فقال لهم لماذا وقفتم هنا كل النهار بطالين
قالوا له لانه لم يستاجرنا احد قال لهم اذهبوا انتم ايضا الى الكرم فتاخذوا ما يحق لكم
فلما كان المساء قال صاحب الكرم لوكيله ادع الفعلة و اعطهم الاجرة مبتدئا من الاخرين الى الاولين
فجاء اصحاب الساعة الحادية عشرة و اخذوا دينارا دينارا
فلما جاء الاولون ظنوا انهم ياخذون اكثر فاخذوا هم ايضا دينارا دينارا
و فيما هم ياخذون تذمروا على رب البيت
قائلين هؤلاء الاخرون عملوا ساعة واحدة و قد ساويتهم بنا نحن الذين احتملنا ثقل النهار و الحر
فاجاب و قال لواحد منهم يا صاحب ما ظلمتك اما اتفقت معي على دينار
فخذ الذي لك و اذهب فاني اريد ان اعطي هذا الاخير مثلك
او ما يحل لي ان افعل ما اريد بما لي "
انتهى .
المثل نفسه بشحمه ولحمه وعظمه .
وهذا يدفعنا للشك الجدي بحجة الأمية تلك التي يسوقها لنا القرآن , فها هو الدليل المادي المقروء الملموس البعيد عن التكهنات والتخمينات الذي يثبت عدم أميته
لنعد الآن لأســــــــــــــــــاطيرنا
سنورد هنا قصة إبراهيم وهدمه للأصنام
قد تطرق لهذا الموضوع الكثير من اللادينين والمسيحين والملحدين
والقصة نجدها في كتب عديدة مثل كتاب سنكلير تيسدال " مصادر القرآن"
وفي سايتات إنجيلزية قد لا يفهما العربي
لكن هذه الكتب ضخمة و قلما يقرأ العربي هكذا كتب فقررت أن ألخص الأمر في هذه المقالة الصغيرة
قصة إبراهيم هذه مشتتة في القرآن سنلخصها كالتالي
" إني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين« (الأنعام 6: 76-79)
حاججه قومه في دينه فقال
»أتحاجّونني في الله وقد هداني؟.. وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه، نرفع درجات من نشاء. إن ربك حكيم عليم« (سورة الأنعام 6: 80 و83)
-دعى إبراهيم أباه للدين فقال
فقال يا أبت لِمَ تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً؟« (سورة مريم 19: 42)
لكن أباه لم يسمع منه , فحاج قومه من جديد فقال
قال أفرأيتم ما كنتم تعبدون أنتم وآباؤكم الأقدمون؟ فإنهم عدو لي إلا رب العالمين« (سورة الشعراء 26: 75-77)
- تفشي خبره وبلوغه للملك نمرود وهذا كان الجدال الذي دار بينهما
قال إبراهيم: »ربي الذي يحيي ويميت« (سورة البقرة 2: 258)
فقال نمرود: أنا أحيي وأميت.
قال إبراهيم: كيف تحيي وتميت؟
قال(نمرود): آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمتُّه، ثم أعفو عن الآخر فأكون قد أحييته.
فقال له إبراهيم عند ذلك: »إن الله يأتي بالشمس من المشرق فأْتِ بها من المغرب« (سورة البقرة 2: 258
تستمر القصة الآن لما بدأ ابراهيم يستهزأ بالاصنام فقال:
ألا تأكلون؟ فلما لم تجبه. قال: ما لكم لا تنطقون؟ فراغ عليهم ضرباً باليمين« (سورة الصافات 37: 91 و92)
وجعل يكسرهن بفأس في يده حتى لم يبق إلا الصنم الأكبر، فعلق الفأس في عنقه ثم خرج
فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون« (سورة الأنبياء 21: 58)
فلما رأى ذالك قومه تساءلوا عن الفاعل الأثيم الذي كسر أصنامهم فقالوا :
قالوا من فعل هذا بآلهتنا؟ إنه لمن الظالمين. قالوا: سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم« (سورة الأنبياء 21: 59 و60)
فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون« (سورة الأنبياء 21: 61) (محاكمة)
فقالوا له :
أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم؟ قال إبراهيم: بل فعله كبيرهم هذا. غضب من أن تعبدوا معه هذه الأصنام الصغار وهو أكبر منها فكسرهن، فاسألوهم إن كانوا ينطقون« (سورة الأنبياء 21: 62 و63)
أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئاً ولا يضركم؟ أف لكم ولما تعبدون من دون الله، أفلا تعقلون؟« (سورة الأنبياء 21: 66 و67
فقال قومه : "حرِّقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين" (الأنبياء 21: 68)
"قالوا ابنوا له بنياناً فألقوه في الجحيم" (سورة الصافات 37: 97)
فتدخل الله بعدها وقال:
" يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم " (سورة الأنبياء 21: 69) .
انتهت القصة
لنا أن نتساءل أولا عن خرق هذه القصة لنواميس الطبيعة و قوانينها مع العلم أن الله يقول" لن تجد لسنة الله تحويلا" " ولن تجد لكلمات الله تبديلا" !!! فكيف بدل قوانينه وسنته عندما خرج إبراهيم سالما من النار ؟
لكن الأهم أن هذه القصة موجودة في المدراش اليهودي الخرافي
ويعترف علماء اليهود أن هذه القصة موضوعة من طرف مفسري التوراة
هاهي القصة كما وردت في كتاب التفسير اليهوديMidrash B'reishit Rabbah 38:13
ترجمة سنكلير تيسدال (وهذا الميدراش موجود على النت بالإنجليزي لكل من يريد البحث) :
"إن تارح(أبو إبراهيم) كان يصنع الأصنام، فخرج مرة إلى محل ما وأناب عنه إبراهيم في بيعها، فإذا أتى أحد يريد الشراء كان إبراهيم يقول له: كم عمرك؟ فيقول له: عمري خمسون أو ستون سنة، فكان إبراهيم يقول له: ويل لمن كان عمره ستين سنة ويرغب في عبادة الشيء الذي لم يظهر في حيز الوجود إلا منذ أيام قليلة. فكان يعتري الرجل الخجل وينصرف إلى حال سبيله. ومرة أتت امرأة وفي يدها صحن دقيق قمح، وقالت له: يا هذا، ضع هذا أمامهم. فقام وأخذ عصا في يده وكسرها كلها جذاذاً ووضع العصا في يد كبيرهم. فلما أتى أبوه قال له: من فعل بهم كذلك؟ فقال له إبراهيم: لا أخفي عليك شيئاً. إن امرأة أتت ومعها صحن دقيق قمح وقالت لي: يا هذا ضع هذا أمامهم. فوضعته أمامهم، فقال هذا: أريد أن آكل أولاً، وقال ذلك: أريد أنا أن آكل أولاً. فقام كبيرهم وأخذ العصا وكسرهم. فقال له أبوه: لماذا تلفق عليَّ خرافة؟ فهل هذه الأصنام تدرك وتعقل؟ فقال له إبراهيم: ألا تسمع أذناك ما تتكلم به شفتاك؟ فألقى والده القبض عليه وسلَّمه إلى نمرود، فقال له نمرود: فلنعبد النار. فقال له إبراهيم: فلنعبد المياه التي تطفئ النار. فقال له نمرود: فلنعبد المياه: فقال له إبراهيم: إذا كان الأمر كذلك فلنعبد السحاب الذي يجيء بالمياه. فقال له نمرود: فلنعبد السحاب، فقال له إبراهيم: إذا كان الأمر كذلك فلنعبد الرياح التي تسوق السحاب. فقال له نمرود: فلنعبد الرياح. فقال له إبراهيم: فلنعبد الإنسان الذي يقاوم الرياح. فقال له نمرود: إذا كان مرادك المحاولة فأنا لا أعبد إلا النار، وها أنا ألقيك في وسطها، وليأت الله الذي تعبده وينقذك منها. ونزل إبراهيم في أتون النار ونجا" انتــــــــــــــــــهى.
و هذا الكتاب الذي يورد القصة نفسها أقدم من القرآن بكثـــــــــــــير
فنجد مثلا شهادة القديس جيروم القرن الثالث للميلاد يحدثنا عن هذا التفسير اليهودي لتكوين 11:28ويذكر هذه القصة
ونجد كذالك التلمود البابلي يحدثنا عن هذه القصة
قصة وضعها مفسر يهودي قبل الإسلام وسأورد هنا سبب هذا التفسير الخاطىء لنص توراتي كما قال تيسدال في كتابه مصادر القرآن
" لم يعتقد بصحة هذه القصةإلا عوام اليهود، أما كل عالِم مدقق فيعرف أن منشأ هذه الخرافة هو الاشتباه واللبس والخطأ، فإن أساس هذه القصة مبني على ما جاء في سفر التكوين، حيث قال الله لإبراهيم: »أنا الرب الذي أخرجك من أور الكلدانيين« (تكوين 15: 7). ومعنى أور بلغة البابليين القديمة »مدينة«. وجاءت جزءاً من كلمة »أورشليم« ومعناها »مدينة شليم« أي »مدينة إله السلام«. واسم أور الكلدانيين الآن »المغيَّر« وكان إبراهيم أولاً ساكناً في هذه المدينة. ولكن توجد في اللغة العبرية والأرامية والكلدانية لفظة أخرى وهي »أَوْر« تشبه »أور« في النطق والكتابة، غير أن معنى »أور« في اللغة العبرية »النور«.
وبعد تدوين التوراة بسنين عديدة جاء مفسرٌ يهودي، اسمه يوناثان بن عزييل، لم تكن له أدنى معرفة بلغة البابليين القديمة، وأخذ يترجم هذه الآية إلى اللغة الكلدانية، فقال:
»أنا !لرب الذي أخرجك من تنور نار الكلدانيين"
وقال هذا المفسر الجاهل في تفسيره على تكوين 11: 38
»لما طرح نمرود إبراهيم في أتون النار لامتناعه عن السجود لأصنامه لم يؤذن للنار أن تضره«.
ومثَل هذا المفسر في الخطأ الذي ارتكبه كمثَل إنسان قرأ في إحدى الجرائد الإنجليزية أن »الرات« أي الفأر نقل الكوليرا إلى المركب. فبدل أن يترجم »الرات« بالفأر (لأن هذا هو معناها باللغة الإنجليزية) ظن أن »الرات« هو الرجل العظيم، فقال إن الرجل العظيم نقل الكوليرا.. إلخ، لأن »الرات« باللغة العربية هي الرجل العظيم، ولم يدر أن الكلمة التي ترجمها أجنبية. فلا عجب من وقوع الجاهل في مثل هذا الغلط الذي بُنيت عليه القصة."
و يضيف تيسدال قائلا :
"لكن هل يمكن أن نصدق أن النبي الحقيقي يتوهَّم هذه الخرافة ويدوِّنها في كتابه ثم يدَّعي أن كتابه منزَل من عند الله، وأن الدليل على ذلك هو أنه يتطابق مع كتب اليهود الموحى بها؟ وبصرف النظر عن كل ذلك فنمرود الجبار (حسب كلام موسى الوارد في سفر التكوين) لم يكن في أيام إبراهيم، بل كان قبل مولد إبراهيم بأجيال عديدة. ومع أن اسم نمرود ورد في الأحاديث والتفاسير الإسلامية، إلا أنه لم يرد في هذه القصة الواردة في القرآن ذاته. وواضحٌ أن الذي أدخل اسم نمرود في القصة جاهل بالكتابة والتاريخ، شأنه شأن من يقول إن الإسكندر ذا القرنين ألقى عثمان أحد سلاطين العثمانيين في النار، ولم يقل ذلك إلا لأنه يجهل مقدار الزمان بين الإسكندر وعثمان، ولأنه لم يدرِ أن عثمان لم يُلقَ في النار مطلقاً."
انتهى
خاتــــــــــــــمة
قصة كتبت من طرف مفسر يهودي بقرون قبل الإسلام , اعتمد المفسر في هذا التفسير على فهمه الخاطىء لكلمة أور البابلية
قصة لا يوافق عليها كل علماء اليهود ولا على تارخيتها
ثم لنا أن نتساءل............أليست أخلاقيات مثل هذه هي التى أوحت لحركة الطالبان بكسر تماثيل البوذا في أفغنستان ؟
فقام العالم الإسلامي يندد بذالك متناسيا أن هذه الشخصية المسماة إبراهيم قد قامت بكسرتماثيل الغير وانتهاك مقدساتهم
كيف يقول الله أن مثل هذه القصص من أنباء الغيب و هي من مرويات اليهود الموجودة في كتبهم الخرافية وليس حتى في التوراة؟
أليست من أساطير الأولين ؟
تحياتي
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire