مشاكل القرآن في رباعيات 2 - الرباعية الثانية
نواصل سلسلة مشاكل القرآن في رباعيات ، مشاكل كما يتوهمها عقلي البسيط ، فلكل إنسان عقل وضمير و كل شخص حر بأن يتبع ما يشاء .
الربـــــــــاعية الــــثانية :
-------------------------
المشكلة الخامسة = الله
-------------
" قالت رسلهم أفي الله شك فاطر السماوات والأرض يدعوكم ليغفر لكم من ذنوبكم ."
لأن كاتب القرآن العظيم اعتقد أن وجود " ذات ما " خلقت الكون إسمها الله ، موجودة ولا شك في وجودها ، فإنه (أي كاتب القرآن) يرى أن الذي لا يؤمن بهذه الذات مصيره المستحق والضروري هو جهنم خالدا فيها أبدا وبئس المصير ، لكن ما برهان القرآن على وجود هذا الكائن المسمى الله ؟ البوذية على سبيل المثال ، وهي ديانة شبــه إلحادية ( البوذيون لا يؤلهون البوذا كما يعتقد بعض الناس ) لا تعطي أي وزن لمفهوم الإله ، وتعتبر أن هذا المفهوم غامض ضبابي زئبقي يحتاج وجوده لدليل ، ويكتفي البوذيون بالمنهج العلمي فقط كطريق وحيد للبحث ، مثلهم مثل أي عقلاني معاصر لا يستبق الأحداث وله من الشجاعة ما يمنعه من ادعاء حيازة كل الأجوبة ، سيقول المؤمن من خلق الكون إذن ؟ ونقول له من قال أن الكون مخلوق ، فيقول المؤمن : ألم تسمع أن للكون بداية ؟، نقول له إذا كان للكون بداية فهي من حيث البنية فقط ، لكن من قال أن للطاقة بداية ؟ ومن قال أن للمادة بداية ؟ حيث" أن النموذج الفزيائي الحالي الذي بدأ الكزمولوجيون بدراسته جديا هو النموذج الدوري ، أي أن الإنفجار العظيم ليس بداية خلق نشأت فيه المادة والطاقة من لاشىء، وإنما هو مجرد مرحلة فاصلة بين دورتين ، كما الساعة تدور وفقا لحركة جيبية لا متناهية تبلغ في كل مرة الصفر ، كذالك يفعل الوجود الأبدي اللانهلئي . أهديك عزيزي هذا الوثائقي المهم ، ما قبل الإنفجار العظيم من قناة بي بي سي
المؤمن يهضم فكرة أن الكون معقد ولا ندرك من قواننيه إلا الفـُــتات والــخـشار ، أقتبس من كتاب حصانة المقدسس لعباس عبود :
بداية الإقتباس :
" إن الله فكرة تتحصن خلف أسوار عدم الوضوح...... وكذلك التعقيد"
" .فلو إن شخص أخبر آخر حول وجود شيء بلا ماهية أو زمان أو مكان أو ظرف أو مقياس يلازمه، فكيف يصدق الآخر وجود هذا الشيء، وحتى لو أراد تصديقه ، فسيصدق ماذا؟؟؟؟"
" إن تداول مفردة (الله) كلاميا والتعامل معها دون تحديد معنى لهذه المفردة أو ملامح لهذه الذات المفترضة، خطأ منطقي واضح وقع به الكثيرون، إذ تعاملوا معها بأخذها على حالها وعلى إبهامها. إن عدم وجود معنى محدد لمفردة (الله) أو ملامح محددة (للذات) الإلهية جعل منها مفردة مطلقة الشفافية وقادرة على التهرب من الإشكالات بمطاطية ومرونة عظيمتين "
" إما أن يكون (الله) محدد بماهية أو زمانية أو مكانية أو أي ظرفية أو حدود أو مقاييس معينة، وحينها سيكون (الله) نسبي الوجود محدود الإمكانية والتأثير، وهذا يتناقض بالتأكيد مع كونه خالق ومحيط ومسير مطلق للوجود، كما يقول المألهون، والتناقض يلزم بالبطلان.
أو يكون (الله) غير محدد بماهية أو زمانية أو أي ظرفية أو حدود أو مقاييس معينة، وحينها يكون (الله) : لا شيء، لأنه وببساطة هذه صفات اللا شيء."
" ولو كانت الذات الإلهية ضمن وجود معين ،فهي إذا ضمن الوجود إجمالا، لأن هناك وجود واحد لا غير، وعندها يكون من الباطل (منطقيا) القول بأن (الله) خالق للوجود، لأن (الذات) الإلهية ستكون عندها جزء من الوجود و محتواة فيه، لأن الوجود يشمل كل ما هو موجود. أما القول بأن (الذات) الإلهية غير موجودة في وجود معين، فأنه يعني (من حيث لا يعلمون) أن هذه الذات غير موجودة، لأنها أما أن تكون ضمن الوجود أو ضمن العدم، ولو كانت ضمن العدم ، فهي عدم.أي:إن المألهين لا يستطيعون أن يخرجوا ب(الذات) الإلهية خارج الإطار الشامل للوجود،ويدّعوا خلق هذه (الذات) للوجود."
" إن المألهين يستغلون جهل الإنسان بأسباب كثيرة لأشياء كثيرة في الواقع، فيحشرون (الله) مكان هذه الأسباب المجهولة، وهكذا يدخلونه في سلسلة أسباب الواقع بصورة غير شرعية، لأنهم لا يملكون دليل ارتباط يربط (الله) بالموجودات.
" إن طبيعة استجابة الأشياء للمتغيرات هي جزء من ماهيتها سواء أكانت هذه استجابة بسيطة ومحدودة مثل تكسر الزجاج كنتيجة واستجابة للضغط، أو مركبة و معقدة و منتظمة مثل عملية الهضم كنتيجة واستجابة من قبل الإنسان (كذات معقدة ومركبة) على دخول الطعام لمعدته، ففي النهاية هي استجابة تلقائية تبعا لماهية الشيء لا تستوجب افتراض وجود مخطط ومدبر، ومن غير المنطقي أن نسال لماذا الماء سائل،فسيولته جزء من ماهيته." انتهى الٌإقــــتباس .
المشكلة السادسة = طبيعة الله في القرآن
------------------------
يصف القرآن الذات الإإلهية قائلا :" ليس كمثله شىء" ، لكنك تجده من جهة أخرى يضفي على ذاك الذي ليس كمثله شىء صفات الجسم و صفات البشر ، بل نقائص البشر كأن يجعله محصورا في السماء السابعة ، كيف ذالك وهو الوجود !!! فإن كان الإله هو الوجود ومحصور في السماء السابعة فما ترانا نحن ،عدم أم ماذا ؟؟ فإن كنا الوجود و الأله وجود فهو إذن منطقيا ضمن الوجود ، لأن الوجود واحد ، فكيف سيقوم هذا الإله بخلق الوجود ؟ وإن كان محصورا في السماء السابعة يعني أن الوجود أكبر منه ؟
القرآن يقول : "آأمنتم من في السماء " أي الله في السماء . و آية أخرى تقول :
" وهو الذى خلق السموات والأرض فى ستة أيام وكان عرشه على الماء" ، "إنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ " ويقول : " الرحمن على العرش استوى " و قصة العرش المائي تعيدنا مباشرة للفضاء الميثولوجي الرافدي ، إقرأ هذا المقال الرائع للكاتب سواح ( ليس فراس السواح ) :http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=179526
لكن ، كيف يستوي الله على العرش؟ وإذا كان عرشه على الماء ؟ فهل هذا يعني أن الماء كان مخلوقا قبل السموات والأرض ؟!!! فهل تبخر يا ترى ليبقى موجودا على سطح الأرض فقط ؟؟ و إذا كان الماء جسم ، والعرش يطفوا عليه ، فالعرش جسم ، فكيف يستوي الله على هذا الجسم إلا إذا كان بدوره جسما محدودا ؟ وما حاجته لعرش يستوي عليه ؟ أم هي صورة الله الملك ، على صورة ملوك الروم وفارس ؟ (أنثروبومورفيزم) والعجيب أن الآية تقول أن الملائكة تحمل العرش " وما حوله " وهذا اعتراف أن العرش محدود وحوله أشياء أخرى ، ولنا أن نسأل أين الله ، هل هو في وسط العرش المحدود ؟ أم هو ضمن ما حول العرش ؟ ، إذا كان فوق العرش ، فما دونه إذن ؟ .
ما الفائدة من الركون لكلمة غامضة تبيانت حولها أراء الفقهاء ، أقصد مفردة "يستوي " الغريبة التي جعلت المسلمين يتراشقون بينهم بألفاظ السخرية والتكفير ، فهؤلاء "مجسمة وجهوية " و أولائك "مُعطلة " ، علما أنه لا أولائك ولا هؤلائك يــدرون معنى المفردة ، بل أن بعضهم حاول تحريفها لكلمة "إستلاء " فقال: استوى الله بمعنى استولى ! و ما كان لهم إلا أن اسشتهدوا ببيت يتــيم فريد وحيد من شعر الأخطل ، وهو نصراني غير مسلم أصلا ! وهكذا أراحت الجماعة ضميرها من عناء التجسيم في القرآن الكريم ، و زعمت جماعة أخرى أن الإستواء (العلو) هو استواء منزلة لا استواء مكان و بهذا ، ومن حيث لا يعلمون ، حقروا الله تحقيرا حيث أنهم أثبتوا له علو المنزلة بعد خلق الكون فقط ( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُـــمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ ) وسلبوه علو المنزلة قبل ذالك ، ، هل هذا من البلاغة في شىء؟ هل افادت هذه الكلمة الغامضة الزئبقية المطاطية العالم الإسلامي ؟ ، كلا لم تفده في شىء اللهم إلا في تقوية الضغائن المذهبية و شحن المخيال الأسطوري الغــيبي لدى الناس ، وما نرى هذا يدخل في باب الإفادة !
كما نجد القرآن يقول " إِذَا نُفِخَ فِي الصّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكّتَا دَكّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * وَانشَقّتِ السّمَآءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ * وَالْمَلَكُ عَلَىَ أَرْجَآئِهَآ وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ َثمَانِيَةٌ * يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لاَ تَخْفَىَ مِنكُمْ خَافِيَةٌ "
الرب على العرش استوى ، ويحمل عرشه ثمانية ملائكة !، ما حاجة الرب إلى حملة عرش ؟ وهل سيكون الرب محمولا ؟ ولماذا ثمانية, أم هي الضرورة الشعرية اقتضت ذالك بغية تحقيق القافية ( " خافية/ ثمانية " ) ؟ كل هذه الأفكار تشير لنموذج وثني تحت غطاء التوحيد ، بالإضافة للأنثربومورفيزم الواضح ؟
نواصل هذه الفقرة لما نتعرض في مقالات لاحقة عن صفات الله الأخرى .
المشكلة السابعة = علم الله
---------------
ويستمر القرآن في صناعة الإله ، فينتقص حتى من عــــلم هذا الإله " الذي ليس كمثله شىء "، حين يقول :
" سورة الأنفال آية رقم 66-65
{يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون}
يأمر الله نبيه بأن يحرض المؤمنين على القتال , ويأمر الصحابة بعدم الفرارأمام العدو أي
20 مؤمن صابر أمام 200 كافرأي ما يوافق نسبة واحد من عشرة
100مؤمن صابرأمام 1000كافر(نفس النسبة أعلاه)
لكن سرعان ما أنزل آية أخرى غـــير فيها النسب ، قائلا
" الآن خفف الله عنكم وعلــــم أن فيكم ضعفا فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين}
تفسير ابن كثير
---------
" وروى البخاري عن علي بن عبد الله عن سفيان به نحوه وقال محمد بن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح عن عطاء عن ابن عباس قال لما نزلت هذه الآية ثقلت على المسلمين وأعظموا أن يقاتل عشرون مائتين ومائة ألفا فخفف الله عنهم فنسخها بالآية الأخرى فقال " الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا " الآية
الآن خفف الله وعلم ! ، لأن الله لم يكن يعلم ؟ لم يكن يعلم أن المؤمنين ضعفاء و سيشق عليهم ما أمرهم به في الآية الأولى ، ما فائدة الآية الأولى إذن ؟ ما حكمة تنزيلها أصلا ؟ هل يجب وضعها في المتحف الآن بصفتها عاطلة عن العمل ؟
تحولت نسبة رجل مؤمن أمام عشر رجال من الكفار إلى نسبة رجل مؤمن أمام رجلين .
ما الفائدة المرجوة من هذه الآيات المتضاربة ؟ ، ماذا ستستفيد الإنسانية من هذه الآيات المتناقضة ؟
أيرسل الله جبريل في كل مرة بهدف تغير النسب رغم أنه كان يعلم أن الأمر سيشق على المؤمنين من الأول ؟ صرح الله أولا بصراحة قائلا " إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين وإن يكن منكم مائة يغلبوا ألفا " لماذا غيرها ولماذا أنزلها أول مرة ؟ .
علم الله في القرآن مشكلة ، حيث أن آيات كثيرة تنفي علم الله المطلق وتجعله تماما كالبشر ، يخطأ ثم يصوب خطأه ، يدخل الناس في امتحانات حتى يعلم مدى طاقتهم على التحمل أو ليعلم ردة فعلهم !!!!
نذكر حادثة تغير القبلة الشهيرة :
- حادثة تغير القبـــــــــــلة
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَــــــــعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ . قرآن كريم .
عوضا عن تقوية إيمان الناس وهدايتهم ، ينصب الله لهم أفخاخا و يزرع فيهم الشكوك و يبث فيهم الريبة، لا لشىء إلا ليعلم من التقي ومن ذا الذي سينقلب على عقبيه ؟!! ، رغم أنه كان يعلم كل هذا مسبقا ، تخيل ايها القاريء لو أني وضعت قِــدْرا مَمْلُوءَة مَاءً ساخنا بجوار طفل صغير لأمتحن ردة فعله ، هل سيحرق نفسه أم أنه سيفطن للخدعة ؟. نعم ، وجه مقارنة الإنسان عامة بالطفل الصغير هنا هو كونهما في نفس الوضع من الجهل ، حيث أن الطفل يجهل مدى خطورة الماء الساخن ، كذالك لم يكن للصحابة أدلة قوية تثبت صدق محمد ولا سبب مقنع يفسر لهم تغير القبلة . لماذا غير محمد ابن عبد الله قبلته من مسجد أورشليم اليهودي ( معبد يهوذا الجنوبية) الذي كان اليهود يصلون لجهته إلى الكعبة ؟ أليس لأن اليهود اتهموه بتقليد دينهم ؟ ألم يكن الله يعلم من سينقلب ؟ ألم يكن من الأحرى به سبحانه أن يغرس الإيمان في قلوب أنــاس حديــثي عهد بالإيمان والإسلام رحمة و رأفة منه بالعباد ؟
المشكلة الثامــنة = الهدف من الحياة
---------------------
(إنا خلقناكم لنبلوكم أيكم أحسن عملا) ..قرآن كريم
( وما خلقنا الجن والإنس إلا ليعبدون ) .. قرآن كريم
هكذا يفسر القرآن ويعلل سبب خلق الله للإنسان على الأقل ، ولنا أن نتساءل عن سبب خلق ملاير النجوم البعيدة عنا بــبلاين السنوات الضوئية ؟ هل ليبلوها كذالك ؟ وما سبب خلق الفايروسات والحشرات والدبوسات و الخنافيس و.. ؟
لكن ما الحاجة لأن يمتحن الإنسان و هو من خلقه ويعــلم مسبقا من سيؤتي صالحا ومن سيؤتي طالحا ؟
------ قد يقول قائل أن الله يعلم مــآل الأمور ، لكنه لم يأمر الأشرار بارتكاب شتى أنواع الظلم و الجور ..والجواب :
..هل اختار الله علمه أم لا ؟ يوجد حالتين أثنتين فقط لا ثالث لهما :
1- إذا كان اختار علمه هذا يعني أنه هو من اختار أن يكون هؤلاء منقلبين على أعقابهم وأشرارا في عـــلمه .
2- إذا كان لم يختر علمه يعني هو مُجــَبر وبهذا هو ليس إله .
شرح مبسط لهذه المقدمات المنطقية :
لما يعلم الإنسان أن المطر سيسقط غدا ، فهو لم يختر علمه ولا إرادة له في سقوط المطر من عدمه ، بل اكتفى بالعلم فقط، وهو مجبر على ذاك العلم ، وبهذا من الممكن فصل إرادة الإنسان عن علمه ، فصل رغبة الإنسان عن علمه ، لكن ليس هذا هو الحال فيما يخص لله المطلق القدرة والمعرفة ، إذا علم الله أن فلانا سيقتل علانا فإنه اخـتار علمه ، لأن الله يختار علمه بإرادته ، ولا يمكن فصل إرادة و رغبة الله عن علم الله ، رغم أنه كان بالإمكان أن يختار علما علما آخر وبالتالي سينارو آخر . وبهذا تسقط فكرة الإختبار عن بكرة أبيها وتبين زيفها اللامنطقي .
ليس من المعقول أن يخلق الله الإنسان والحيوانات الغير عاقلة ليمتحنها !!!! مع أنه هو خالقها وهو الذي يجبلها ويفطرها على الخير والشر ، الصانع من يتحمل المسؤولية وليس المصنوع ، إذا كان الله مسؤول فإن الإنسان ليس بمسؤول وإذا كان الإنسان مسؤول فحتما الله ليس بمسؤول .
العبادة ؟ هل العبادة هي سبب حياتنا ؟ ما معنى العبادة ؟ خلق الجن والإنس ليعبدوه ، ما حاجته لعبادتهم ؟ هل هي حاجة نفسية فيه ورغبة وشوق عاطفي أن يعبده الناس ويسبحون له ويعترفون له بقوته وذكائه وجبروته أم ماذا ؟ فإذا كان لا يحتاج لاعتراف أحد فلماذا يخلقهم فقط لغرض العبادة ؟ .
هل خلقهم للسعادة كما يقول المسيحيون ؟ هذا مما لم يثبته الواقع ، حيث أن المرض والفقر مستفحل على وجه المعمورة أكثر من السعادة والصحة .
هل خلقهم للشقاء ؟ بهذا يكون الله مريضا عقليا مازوخيا وهذا مما لا يليق به بصفته كلي الحكمة .
هل خلقهم ليستأنس بهم ؟ سيكون ذو حاجة نفسية ضرورية تجعل منه كائنا فقيرا غير كامل .
لماذا خلق الجنين الذي لا يحيا إلا ساعة في بطن أمه أو ساعة من بعد الألم ثم يموت ؟ ليدخله الجنة ؟ ألم يكن بالإمكان وضعه مباشرة في الجنة ، لكن حتى هذه الأخيرة تبقى مشكلة حيث أن خلق جنين ووضعه مباشرة في الجنة ليس من العدل في شىء، إذ أننا لو مـــُتـنا ونحن أجنة لدخلنا الجنة أجمعين ، لماذا يفرق الله بين خلقه وعباده ، هذا يدخله مباشرة جنة النعيم بدون اختبار والآخر يسلط عليه شتى المحن ؟.
لماذا يخلق المعاق ذهنيا ؟ هل ليمتحنه ؟ طبعا لا ، لماذا إذن ؟ ليتعذب ويشقى ؟ لماذا يخلق المجنون الذي لا حساب عليه ؟ لماذا يخلق المعاق حركيا ؟ للإبتلاء ؟ وهل يوجد أب حنون يبتلي ابنه بشىء وحشي بربري قاسي كالإعاقة الحركية ؟ هل هذه وسيلة ابتلاء واختبار يسلطها من "هو أرحم من الأم بولدها " على خلقه ؟
كل هذا يثبت أن القرآن والفكر الديني عموما ، لم يجد للغز الحياة أي معنى ،لا فكرة الإختبار و لا فكرة العبادة تصمد أمام التحقيق والتمحيص ، و تبقى اسئلة الغايات مطروحة ، لماذا نعيش ؟ الجواب يجب أن يبحث عنه كل إنسان بمفرده بمعزل عن المعتقدات الدينية التي ما هي إلا محاولات إنسانية ، وصبرا يا أخي القاريء ، لا تخمد نار خوفك وقلقك الوجودي بأجوبة ظاهرة العلة والخطأ ، أنظر لهؤلاء العلماء الذين تحيرهم معادلات رياضية ، هل اعترفوا بعجزهم و مضوا في بحثهم أم أنهم زجوا برؤوسهم في الرمال واكتفوا بحلول خاطئة ؟ .و ستثبت الايام صدق ما نقول .
الأيام أصـدق نـبأ من الكــلام ..... في فاهها الفيصل بين الحق والمـــنام
لا تعش يا هذا عاشـقا للأوهــام .... كن محبا رحيــما تكـن خير الأنـــام
رب قـــلق مرير سيء الأسـقام ...كان راحة للعقل من راحــة الأغنـــام
( من وحي كاتب المقال )
لا تحــسبن الصــنم ما كـان من حـــجر .... بل الصنم ما نـُحـِت في عـقول البــشر
كم صُـلبا رأيـتُ لـُبـَـه من ســـيل المطر .... وكم عـقلا رأيت عَـقـلَه من وراء الخِــدر
(من وحي كاتب المقال )
الــلقاء في الربـــــــاعية الثـــــالثة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire