samedi 13 novembre 2010

البقرة 177- البر أم البار ؟ والصابرين أم الصابرون؟ والمقيمين أم المقيمون؟

البر أم البار ؟ والصابرين أم الصابرون؟ والمقيمين أم المقيمون؟


" لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الْرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الّزَكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ" البقرة 177


فى هذه الاية لنا ملاحظتين:


اولا:

خطأ بلاغى فى " وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ...ألخ" فأن البر ليس من آمن بالله واليوم الآخر...

وانما الصواب أن البر الايمان بالله واليوم الاخر... , فهنا تقع الاية فى خطأ التعريف حيث البر لا تقال على الشخص الذى آمن بالله وانما تقال على الايمان نفسه ,

وبالقياس لو قلت : ان الاسلام هو من آمن بالله ورسوله , فسيقولون لى أنى أخطأت وسيصوبون لى ما قلته قائلين : ان الاسلام هو الايمان بالله ورسوله .

ويمكن تصحيح ذلك الخطأ بطريقة أخرى بالابقاء على تعبير " مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ" ولكن حينئذ الخطأ فى كلمة " البر" والصواب " البار" أو "ذو البر" فتكون الاية:

وَلَكِنَّ البار مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ ... أو : وَلَكِنَّ ذوالبر مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ ...

ويبدو ان كاتب الاية وقع فى هذا الخطأ لانه قام بمقارنة بين البر وعدم البر , فابتدأ بتعريف عدم البر " لَيْسَ َالْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ " فلما اراد ان يوضح معنى البر تحدث عن من تصفه هذه الكلمة وهو " مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ"

ولقد أدرك المفسرون هذا الخطأ فلجأوا الى التأويل لحل الاشكالية , عن طريق حجج واهية مثل القول ان هناك تقدير لكلمات حذفت , ومثل تخمينات وظنيات ويجوز انه يقصد كذا او كذا ومثل ان يكون هناك فعل لكنه محذوف ...الخ

يقول القرطبى:

البر هاهنا اسم جامع للخير , والتقدير : ولكن البر بر من آمن , فحذف المضاف

ويقول:

ويجوز أن يكون " البر " بمعنى البار والبر , والفاعل قد يسمى بمعنى المصدر , كما يقال : رجل عدل , وصوم وفطر , وفي التنزيل : " إن أصبح ماؤكم غورا " [ الملك : 30 ] أي غائرا , وهذا اختيار أبي عبيدة , وقال المبرد : لو كنت ممن يقرأ القرآن لقرأت " ولكن البر " بفتح الباء .

ويقول الطبرى

فَإِنْ قَالَ قَائِل : فَكَيْف قِيلَ : { وَلَكِنَّ الْبِرّ مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ } وَقَدْ عَلِمْت أَنَّ الْبِرّ فِعْل , و " مِنْ " اسْم ,

فَكَيْف يَكُون الْفِعْل هُوَ الْإِنْسَان ؟

قِيلَ : إنَّ مَعْنَى ذَلِكَ غَيْر مَا تَوَهَّمْته , وَإِنَّمَا مَعْنَاهُ : وَلَكِنَّ الْبِرّ كَمَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر , فَوَضَعَ " مِنْ " مَوْضِع الْفِعْل اكْتِفَاء بِدَلَالَتِهِ وَدَلَالَة صِلَته الَّتِي هِيَ لَهُ صِفَة مِنْ الْفِعْل الْمَحْذُوف كَمَا تَفْعَلهُ الْعَرَب فَتَضَع الْأَسْمَاء مَوَاضِع أَفْعَالهَا الَّتِي هِيَ بِهَا مَشْهُورَة , فَتَقُول : " الْجُود حَاتِم وَالشَّجَاعَة عَنْتَرَة " و " إنَّمَا الْجُود حَاتِم , وَالشَّجَاعَة عَنْتَرَة " , وَمَعْنَاهَا : الْجُود جُود حَاتِم فَتَسْتَغْنِي بِذِكْرِ حَاتِم إذْ كَانَ مَعْرُوفًا بِالْجُودِ مِنْ إعَادَة ذِكْر الْجُود بَعْد الَّذِي قَدْ ذَكَرْته فَتَضَعهُ مَوْضِع جُوده لِدَلَالَةِ الْكَلَام عَلَى مَا حَذَفْته اسْتِغْنَاء بِمَا ذَكَرْته عَمَّا لَمْ تَذْكُرهُ

ويقول الجلالين:

"وَلَكِنَّ الْبِرّ" أَيْ ذَا الْبِرّ وَقُرِئَ بِفَتْحِ الْبَاء أَيْ الْبَارّ "مَنْ آمَنَ بِاَللَّهِ وَالْيَوْم الْآخِر

ثانيا:

جاءت كلمة " الصابرين" فى صيغة نصب معطوفة على " الموفون" التى فى صيغة رفع وهذا خطأ

والصواب " الصابرون" حيث انها معطوفة على كلمة مرفوعة فيجب ان توافقها فى الاعراب , هذا ما قننه علماء اللغة واعتبروه جزء من البلاغة والفصاحة , وبدونه يصير الكلام ركيكا ومجافى للبلاغة والفصاحة.

وتبريرا لهذا الخطأ انظر كيف اختلفوا فى تأويلاتهم , أو تلفيقاتهم ان اردنا الدقة ,

فهناك من قال انها منصوبة على المدح ,

ومن قال انه خطأ من قام بجمع مصحف عثمان ,

ومن قال ان هناك فعلا محذوفا ,

ومن قرأها " الصابرون" ,

وكل فرقة منهم تصف تأويل الفرقة الاخرى بالغلط والخطأ... ألخ


يقول القرطبى:

. " والصابرين " نصب على المدح , أو بإضمار فعل , والعرب تنصب على المدح وعلى الذم كأنهم يريدون بذلك إفراد الممدوح والمذموم ولا يتبعونه أول الكلام , وينصبونه"

ويقول ايضا:

" وقال بعض من تعسف في كلامه : إن هذا غلط من الكتاب حين كتبوا مصحف الإمام , قال : والدليل على ذلك ما روي عن عثمان أنه نظر في المصحف فقال : أرى فيه لحنا وستقيمه العرب بألسنتها , وهكذا قال في سورة النساء " والمقيمين الصلاة " [ النساء : 162 ] , وفي سورة المائدة " والصابئون " [ المائدة : 69 ] . والجواب ما ذكرناه , وقيل : " الموفون " رفع على الابتداء والخبر محذوف , تقديره وهم الموفون , وقال الكسائي : " والصابرين " عطف على " ذوي القربى " كأنه قال : وآتى الصابرين . قال النحاس : " وهذا القول خطأ وغلط بين ; لأنك إذا نصبت " والصابرين " ونسقته على " ذوي القربى " دخل في صلة " من " وإذا رفعت " والموفون " على أنه نسق على " من " فقد نسقت على " من " من قبل أن تتم الصلة , وفرقت بين الصلة والموصول بالمعطوف " , وقال الكسائي : وفي قراءة عبد الله " والموفين , والصابرين " , وقال النحاس : " يكونان منسوقين على " ذوي القربى " أو على المدح . قال الفراء : وفي قراءة عبد الله في النساء " والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة " [ النساء : 162 ] . وقرأ يعقوب والأعمش " والموفون والصابرون " بالرفع فيهما , وقرأ الجحدري " بعهودهم " , وقد قيل : إن " والموفون " عطف على الضمير الذي في " آمن " , وأنكره أبو علي وقال : ليس المعنى عليه , إذ ليس المراد أن البر بر من آمن بالله هو والموفون , أي آمنا جميعا . كما تقول : الشجاع من أقدم هو وعمرو , وإنما الذي بعد قوله " من آمن " تعداد لأفعال من آمن وأوصافهم ."

اما الطبرى فيقول:

وأما الصابرين فنصب , وهو من نعت " من " على وجه المدح , لأن من شأن العرب إذا تطاولت صفة الواحد الاعتراض بالمدح والذم بالنصب أحيانا وبالرفع أحيانا

ويقول:

وقد زعم بعضهم أن قوله : { والصابرين في البأساء } نصب عطفا على السائلين ,

اما الجلالين:

"والصابرين" نصب على المدح

وبعد هذه الدراسة لنقرآ تعليق أحد النقاد لهذه الاية:

" وكان الوجه أن يقول والصابرون لأنه عطف على قوله والموفون لكن المفسرين قالوا أنه نصب الصابرين على المدح

ولا أدري لماذا استحق الصابرون هذا المدح ولم يستحقه الموفون بعهدهم مع أنهم مقدمون في النسق على أولئك ومع أن السورة نفسها متقدمة النزول على سورة براءة التي سن فيها نبذ العهد وعلى سورة التحريم التي أحل فيها الحنث بالإيمان. ثم أن في هذه الآية خطأ آخر في التركيب لأنه قال ليس البر ان تولوا وجوهكم الخ ولكن البر من آمن بالله الخ وكان الوجه أن يقول ولكن البر أن تؤمنوا وتؤتوا وتقيموا الخ لأن البر هو الإيمان لا المؤمن ولذلك لجأ المفسرون إلى التقدير فقالوا ولكن البر الذي ينبغي أن يهتم به بر من آمن بالله الخ فلعل الكاتب أسقط ست كلمات وأذهب بذلك ما في القرآن من وضوح الدلالة فقدرها المفسرون وإلا فالتركيب فاسد. ( اسرار عن القرآن ) لجرجس سال

المقيمين أم المقيمون؟

" الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الّزَكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما" النساء 162

الاية تتكلم على طائفة من الناس سيؤتيهم الله أجرا عظيما , فمن هم هؤلاء؟

من يقيم الصلاة ومن يؤتى الزكاة ومن يؤمن بالله واليوم الاخر

ولكن عندما ننظر كيف صاغ القرآن هؤلاء الثلاثة نجده يقول: المقيمين والمؤتون والمؤمنون !!! ان ابسط مبادئ الذوق اللغوى والبلاغى تنكسر بلا مبرر فى هذا الطرح , لماذا هذا النشاذ فى نصب المقيمين ؟

بماذا نصف ذلك ؟ الاجابة سهلة ولا تحتاج لتعقيدات وتأويلات وتلفيقات كما سنرى فى محاولات المفسريين لتفسير تلك الركاكة اللغوية.

كان يكفيهم ان يعترفوا بالخطأ اللغوى والبلاغى فى استخدام القرآن لكلمة " المقيمين " كما اعترف بذلك عثمان ابن عفان وعائشة وابن مسعود , والتى صوابها " المقيمون" والتى بها يستقيم المعنى والاعراب والبلاغة , ولكنهم للاسف لا يقدرون على مواجهة الحقيقة وبدلا من ذلك يلفون ويدورون فى دائرة مفرغة ظنا منهم انهم بهذه الطريقة يحلون الاشكالية .

فيقول الجلالين "والمقيمين الصلاة" نصب على المدح وقرئ بالرفع"

ونسأل : ان نصبت هذه الكلمة على المدح فلماذا تقرأ بالرفع ؟

وهل القرأة بالرفع وهى القرأة الصحيحة لغويا وبلاغيا ينتفى عنها المدح ؟

أما القرطبى بعد أن ذكر ان هناك من يقرأها " المقيمون " مثل ابن مسعود وعثمان بن عفان وعائشة ويرجعون سبب كتابتها بالمصحف على رسم " المقيمين " الى خطأ الكاتب , يرى ان الصواب " المقيمين" كما جاءت بالمصحف باعتبارها منصوبة , والمضحك انه حتى باعتبارها منصوبة اختلفوا فى سبب نصبها الى ستة اقوال !!! اهمها انها نصبت على المدح وهذا قول سيبويه . يقول القرطبى:

" والمقيمين الصلاة " وقرأ الحسن ومالك بن دينار وجماعة : " والمقيمون " على العطف , وكذا هو في حرف عبد الله , وأما حرف أبي فهو فيه " والمقيمين " كما في المصاحف .

واختلف في نصبه على أقوال ستة ; أصحها قول سيبويه بأنه نصب على المدح ; أي وأعني المقيمين ; قال سيبويه : هذا باب ما ينتصب على التعظيم ; ومن ذلك " والمقيمين الصلاة " وأنشد : وكل قوم أطاعوا أمر سيدهم إلا نميرا أطاعت أمر غاويها ويروى ( أمر مرشدهم ) . الظاعنين ولما يظعنوا أحدا والقائلون لمن دار نخليهاوأنشد : لا يبعدن قومي الذين هم سم العداة وآفة الجزر النازلين بكل معترك والطيبون معاقد الأزر قال النحاس : وهذا أصح ما قيل في " المقيمين " . وقال الكسائي : " والمقيمين " معطوف على " ما " . قال النحاس قال الأخفش : وهذا بعيد ; لأن المعنى يكون ويؤمنون بالمقيمين . وحكى محمد بن جرير أنه قيل له : إن المقيمين ههنا الملائكة عليهم السلام ; لدوامهم على الصلاة والتسبيح والاستغفار , واختار هذا القول , وحكى أن النصب على المدح بعيد ; لأن المدح إنما يأتي بعد تمام الخبر , وخبر الراسخين في " أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما " فلا ينتصب " المقيمين " على المدح . قال النحاس : ومذهب سيبويه في قوله : " والمؤتون " رفع بالابتداء . وقال غيره : هو مرفوع على إضمار مبتدإ ; أي هم المؤتون الزكاة . وقيل : " والمقيمين " عطف على الكاف التي في " قبلك " . أي من قبلك ومن قبل المقيمين .وقيل : " المقيمين " عطف على الكاف التي في " إليك " . وقيل : هو عطف على الهاء والميم , أي منهم ومن المقيمين ; وهذه الأجوبة الثلاثة لا تجوز ; لأن فيها عطف مظهر على مضمر مخفوض . والجواب السادس : ما روي أن عائشة رضي الله عنها سئلت عن هذه الآية وعن قوله : " إن هذان لساحران " [ طه : 63 ] , وقوله : " والصابئون " في [ المائدة : 69 ] , فقالت للسائل : يا ابن أخي الكتاب أخطئوا . وقال أبان بن عثمان : كان الكاتب يملى عليه فيكتب فكتب " لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون " ثم قال له : ما أكتب ؟ فقيل له : اكتب " والمقيمين الصلاة " فمن ثم وقع هذا . قال القشيري : وهذا المسلك باطل ; لأن الذين جمعوا الكتاب كانوا قدوة في اللغة , فلا يظن بهم أنهم يدرجون في القرآن ما لم ينزل . وأصح هذه الأقوال قول سيبويه وهو قول الخليل , وقول الكسائي هو اختيار القفال والطبري , والله أعلم"


ويقول بن كثير

"وقوله " والمقيمين الصلاة " هكذا هو في جميع مصاحف الأئمة وكذا هو في مصحف أبي بن كعب وذكر ابن جرير أنها في مصحف ابن مسعود والمقيمون الصلاة قال : والصحيح قراءة الجميع ثم رد على من زعم أن ذلك من غلط الكتاب ثم ذكر اختلاف الناس فقال بعضهم هو منصوب على المدح كما جاء في قوله " والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس " قال : وهذا سائغ في كلام العرب "

وعندما تقرأ تفسير الطبرى ستجد عشرات التأويلات المتناقضة مع بعضها البعض بسبب هذه الكلمة وهذا بعض ما عرضه الطبرى :

" ثم اختلف في المقيمين الصلاة , أهم الراسخون في العلم , أم هم غيرهم ؟ فقال بعضهم : هم هم . ثم اختلف قائلو ذلك في سبب مخالفة إعرابهم إعراب الراسخون في العلم , وهما من صفة نوع من الناس , فقال بعضهم : ذلك غلط من الكاتب , وإنما هو : لكن الراسخون في العلم منهم , والمقيمون الصلاة . ذكر من قال ذلك : 8520 - حدثني المثنى , قال : ثنا الحجاج بن المنهال , قال : ثنا حماد بن سلمة , عن الزبير , قال : قلت لأبان بن عثمان بن عفان : ما شأنها كتبت { لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة } ؟ قال : إن الكاتب لما كتب { لكن الراسخون في العلم منهم } حتى إذا بلغ قال : ما أكتب ؟ قيل له اكتب { والمقيمين الصلاة } فكتب ما قيل له . 8521 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا أبو معاوية , عن هشام بن عروة , عن أبيه , أنه سأل عائشة عن قوله : { والمقيمين الصلاة } , وعن قوله : { إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون } 5 69 , وعن قوله : { إن هذان لساحران } 20 63 فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطئوا في الكتاب . وذكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود : " والمقيمون الصلاة ". وقال آخرون , وهو قول بعض نحويي الكوفة والبصرة : والمقيمون الصلاة من صفة الراسخون في العلم , ولكن الكلام لما تطاول واعترض بين الراسخين في العلم والمقيمين الصلاة ما اعترض من الكلام فطال نصب المقيمين على وجه المدح , قالوا : والعرب تفعل ذلك في صفة الشيء الواحد ونعته إذا تطاولت بمدح أو ذم خالفوا بين إعراب أوله وأوسطه أحيانا ثم رجعوا بآخره إلى إعراب أوله , وربماأجروا إعراب آخره على إعراب أوسطه , وربما أجروا ذلك على نوع واحد من الإعراب .....

. وأنكر قائلو هذه المقالة أن يكون المقيمين منصوبا على المدح ; وقالوا : إنما تنصب العرب على المدح من نعت من ذكرته بعد تمام خبره ; قالوا : وخبر الراسخين في العلم قوله : { أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما } . قال : فغير جائز نصب المقيمين على المدح وهو في وسط الكلام ولما يتم خبر الابتداء. وقال آخرون : معنى ذلك : لكن الراسخون في العلم منهم , ومن المقيمين الصلاة . وقالوا : موضع المقيمين خفض. وقال آخرون : معناه : والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وإلى المقيمين الصلاة . "

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire