dimanche 14 novembre 2010

الآية 28 من سورة الحديد نموذج لمشكلة الغموض في القرآن

الآية 28 من سورة الحديد نموذج لمشكلة الغموض في القرآن

السلام عليك يا رب
ربي يا ربي
سمعت عنك الكثير الكثير ,
منذ نعومة الأظفار سمعتهم يصرخون من جميع الأمصار
سمعتهم يؤكدون من وراء البحار
سمعتهم يكررون بأن الإيمان بك رمز العزة والإفتخار
فقلت يا قوم , من هذا فإني في أمره محتار ؟
قالوا : إنه العليم الجبار
قلت من ؟
قالوا : إنه العزيز الغفار
قلت من أين لكم هذا ؟ ألي الحيرة , ولكم العلم المدرار ؟
قالوا : تعلمنا هذا في كتابه , فإنه لنا في الدنيا دستور , وهو لنا نجاة في دار القرار
قلت : دلوني عليه , لعلني أجد لي فيه جوابا فإني كما تعلمون محتار
فصرخت أمة المليار : إنه القـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــرآن يا سائل يا محتار
فسألت العارفين بقرآنك
قالوا: تالله , إنه ليس بلفظ بشر
فقلت كيف؟
قالوا : إنه لفظ خفيف , لو وضعته في قفص لطار , وإنه تالله لثقيل لو وضعته على الجبل لرأيته على الأرض مُنهار.
لكني مازلت في أمره محتار
قالوا :
إنه أوجز لفظ
وأعجز أسلوب
, في بلاغته لا يُضاهى
و نحن به على أمم الأرض نتباهى

لكنهم ما زادوا إلا حيرتي حيرة , يا لها من حيرة ما وراءها حيرة

فقلت : أنا لهذا الكتاب اليوم من الدراسين الأبرار , إنه لم يكفني البارحة جواب عبادك الأخيار

آيات وآيات , من أين أبدأ ؟ فإن في هذا القرآن كثير من الأسرار
سأبدأ اليوم يا ربي من سورة الحديد فإنه لأعداءك صلب قهار
قرأت في سورة الحديد آية 28 _29
" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به ويغفر لكم والله غفور رحيم
لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظبم "

تتكلم هذه الآيات بإسمك يا رب وتخبرنا بأنك ستهب لمن يؤمن بك وبنبيك محمد (عليه السلام اصطفيته من بين الأخيار) نصيبين من الرحمة بل ستزيده أكثر عطاءا , ستسلط عليه من نورك ليهتدي فلا يظل أبدا .
حسنا , لكن لماذا كل هذا ؟
الجواب في بقية الآية , حين تقول يا رب " لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شىء من فضل الله وأن الفضل بيده يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظبم "
عذرا يا ربي لكني لم أفهم
لماذا تقــول : " لئلا" يعلم ؟ لماذا لام النـــــــفي .
"لئلا يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون على شىء من فضل الله" , هل تعطي المؤمنين بك وبنبيك ضعفين من الرحمة وتمنحهم من عندك عطاءا غير ممنون وتتفضل عليهم بنورك , فقط حتى لا يعلم أهل الكتاب أنك من تعطي الفضل ؟!!!
يعني بعبارة أخرى تعطي عبادك المؤمنين وتتفضل عليهم فقط حتى لا تعلم طائفة أخرى بأنك أنت صاحب الفضل ؟
ما العلاقة بين هذا وذاك يا ربي الحكيم ؟
وما الفائدة من هذا يا ربي ؟
لم أفهــــــــــــــم ؟ !!!!!! أعذرني
فقررت يا رب أن أعود للعارفين بكتابك, للدراسين له في أناء الليل و أطراف النهار
سألت عالمك الجليل الواحدي
فقال لي العالم الجليل الواحدي : آية مشـــــــــــــــكلة
فقلت في نفسي حتى أنت يا سيدي يا من درست القرآن تقول أن الآية مشــكلة ؟ !
لم أستسلم , وقلت سأسأل جميع هؤلاء الأجلاء الواحد تلو الآخر , نعم سأسألهم أليسوا هم من كانوا يصرخون ويرددون أن القرآن بليغ ومعجز , أليس هم من دلوني على القرآن ؟ فحقي عليهم السؤال ؟
فما الإعجاز والبلاغة ؟
أليس البلاغة بلوغ المعنى يا رب ؟ أليس البلاغة أن يبلغ الإنسان ما في ضميره من أفكار ؟
البلاغة عندي يا رب , أن يستعمل المرأ أدواد وأدوات لغوية لهدف واحد أوحد , إيصــــــــــــال الفكرة و بلوغ المعنى والإفصاح عن المُضمر من الأفكار؟

سألت عالما آخر من علماءك الأخيار ......... , إنه الفاضل ..بسام الجرار
فقال : آية تختم بها سورة الحديد أشكلت على عامة العلماء
فقلت حتى أنت يا سيدي !

سألت عالما آخرإنه الفاضل ...الماوردي.... فوجدت التالي

"{ لِئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ } قال الأخفش: معناه ليعلم أهل الكتاب وأن " لا " صلة زائدة وقال الفراء: لأنْ لا يعلم أهل الكتاب و " لا " صلة زائدة في كلام دخل عليه جحد."

فقلت في نفسي ولم أجرء أن أخاطب الماوردي ولا الأخفش ولا الفراء :
المعنى إذن لــــيعلم وليس لئـــلا يعلم
, هكذا صار النص واضحا تماما الوضوح , يعنى يريد الرب أن يقول أنه يتفضل على المؤمنين به من رحمته حتى يعلم أهل الكتاب الأشقياء أنهم ليسوا من يتحكموا في العطاء والفضل بل الرب وحده يملك ذالك يعطي عباده المؤنين الضِعف و يزيدهم مما شاء
لكن إذا كان كلامك يارب واضــحا بدون اللام فإنه ليس واضحا بوجودها كما رأينا
ولتفسير ذالك قالو أن اللام زائدة , يعني بعبارة أخرى لا قيمة لها فأنت يا ربي الحكيم زدتها فقط
هل في كلامك يا رب زيادة ؟
قالو صلة زائــــــــــــــــــــــــــــــــــدة !!!
هل يزيد الله في كلامه ما يُشكِل على الناس , لا بل ما أشكل على العلماء كما راينا سابقا في شهادة " بسام الجرار" و" الواحدي"

هل يقولون أن في كلام ربي حشــــوا وزيادة ضارة تشكل على الناس , وتُخلط حتى على علماءهم فما بالك بالعامة الدهماء يا ربي؟
أليس الهدف إيصال الفكرة ؟ أليس الهدف أن يفهم الناس كلامك يا رب ؟ فما فائدة الزيادة الضارة؟

نسأل الآن الشيخ الجليل الشوكاني(1250 هـ) في كتابه العظيم .." تفسير فتح القدير"..

" " لا " في قوله: { لّئَلاَّ } زائــــــــــــــــــــــــدة للتوكيد، قاله الفراء، والأخفش، وغيرهما، والمعنى: ليعلم أهل الكتاب أنهم لا يقدرون على أن ينالوا شيئًا من فضل الله الذي تفضل به على من آمن بمحمد، ولا يقدرون على دفع ذلك الفضل الذي تفضل الله به على المستحقين له، وقد قيل: إن «لا» في { لئلا } غير مزيدة، وضمير { لا يقدرون } للنبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه. والمعنى: لئلا يعتقد أهل الكتاب أنه لا يقدر النبيّ والمؤمنون على شيء من فضل الله الذي هو عبارة عما أوتوه، والأوّل أولى.
وقرأ ابن مسعود: (لكيلا يعلم)
وقرأ خطاب بن عبد الله: (لأن يعلم)
وقرأ عكرمة: (ليعلم) وقرىء: (ليلا) بقلب الهمزة ياء، وقرىء بفتح اللام ."

يا رب لماذا ابن مسعود ذاك الذي قال عنه نبيك محمد عليه السلام : " من أرد أن يأخذ القرآن طريا كما نزل فعليه بإبن مسعود "
لماذا يقرأ الآية لكــــــيلا يعلم ؟
لماذا عكرمة يقرأها مباشرة صحيحة مفهومة بدون زيادة "لــــــــــيعلم"
لماذا البعض قال أن اللام غير مزيدة ؟ أهي مزيدة أم غير مزيدة ؟ ليت شعري حيروني يا رب

نسأل العالم العلامة .... الرازي ....
"ذهب جمهور العلماء إ‘لى جعل الام زائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــدة" .

زائدة ؟ أفي كلام الله زيادة ؟ حشو؟ إطناب ؟ أذناب؟

سألت إمام المفسرين .......ابن جـــــــــــرير الطبري.......
" وذكر أن في قراءة ابن مسعود "لكـــــــــــــي يعلم أهل الكتاب ألا يقدرون"

كيف ؟ ابن مسعود يقرأها لكي ؟
سأسأل شيخا آخر لعلي أجد ظالتي معه

إمام المفسيرين......ابن كثير.............
"وقد ذكر عن ابن مسعود أنه قرأها لــــــــــــــــــــكي يعلم ".

ربي ألم يقل نبيك صفوة خلقك وأطهر الناس أنه يتوجب علينا الأخذ من ابن مسعود حتى نأخذ قرآنا طريا كما نزل؟

فسألت الإمام الجلالين
"{ لِّئَلاَّ يَعْلَمَ } أي أعلمكم بذلك ليــــــــــــعلم { أَهْلُ ٱلْكِتَٰبِ } التوراة الذين لم يؤمنوا بمحمد صلى الله عليه وسلم { لاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَىْءٍ مِن فَضْلِ ٱللَّهِ } خلاف ما في زعمهم أنهم أحباء الله وأهل رضوانه { وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ } يعطيه { مَن يَشَآءُ } فآتى المؤمنين منهم أجرهم مرتين كما تقدّم { وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }."

ربي ألا يوجد من علماءك من نفى عنك تهمة الزيادة والحشوا ؟

نعم......قد وجدته....قد وجدت الفارس المغوار..العالم الجليل الفاضل رحمه الله.....ابن عاشــــــــــــــــــــــور
يقول هذا العالم
"إن دعوة زيادة لا , لا داعـــي لها ,ان بقاءها على معناها وهو النفي متعين ,اي أعطيناكم هذا الفضل وحرم منه أهل الكتاب
فبقي أهل الكتاب في جهلهم وغروروهم بأن لهم الفضل المستمر ولا يحصل لهم علم بانتفاء أن يكونوا يملكون فضل الله"

ربي يا ربي الحكــــــيم هذا السيد الفاضل ..ابن عاشور يقول أنك أنت الرحيم بل ارحم مـِن الأم بولدها , مُحب العباد تعطي المؤمنين بك كفلين من رحمتك وتـتــــــــــــعمد إبقاء أهل الكتاب في جـــــهل مدقع وكل هذا رحمة منك سبحانك وحب !!!!

فرأيت أن أرى شيخا آخر لعله يراك يا رب أجمل وأرحم أحب لخلقك من الأم لولودها ولا يظن أنك تتعمد إبقاء الناس في الجهل

سألت الشيخ بســـــــــام الجرار ثانية
قلت يا شيخنا , هل الله في كلامه يزيد ويحشوا و يطنب ؟
قال :
" تذهب غالبية العلماء من أهل التفسير ان لا زائدة فيكون بهذا المعنى ليــــــعلم , والقول بالزيادة غير مقبول في كتاب الله ومن يقول بالزيادة يكون قد أعلن عن عجزه عن فهم المعنى "
نعم يا شيخ تالله أصبت و قلت حقا
ولما سألته ما التفسير إذن ؟
أعطاني نفس تفسير ابن عاشور تقريبا أو أكثر حدة و غِلضة

و أخيرا سألت نفسي عندما قرأت قول االله في الآية 165 من سورة النساء

" رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ "
فلم أرى من علماء ربي من قال بالزيادة في هذه الآية ولم يتهمه أحد بالحشو في كلامه, بل عمدوا مفسرين لها قائلين :
" الله يرسل أنبيائة حتى لا يكون للناس على الله حجة يوم القيامة "
ومن هنا نتساءل : وفقا لأي معيار وعلى أي أساس قالوا بالزيادة في الآية 28 من سورة الحديد ؟
ألسيت لئلا في سورة الحديد هي نفسها لئلا في سورة المائدة ؟ !

كنت سألت أكثر يا رب لكني الآن تعبت ويجب أن أستريح
و في النهاية لا أعلم هل تلك اللام زائدة ضارة أم هي نفي متعين كما قال ابن عاشور
أنا الحائر المحتار لم أفهم هل الآية على الإثـــــــبات(كما قال الرازي والأخفش وغيره) أم على النــــــفي(كما قال بسام الجرار وابن عاشور)
لم أفهم يارب هل الآية " لئلا يعلم "كما هى في المصحف ؟ أم "لكي يعلم" كما قرأها ابن مسعود وعكرمة ؟
لم أفهم يا رب لماذا في كلامك إشكال ؟
لكن ........هل هذا حقا كلامك يا رب ؟
نلتقي قريبا يا رب
حبي لجميع القراء ولكل باحث ولكل سائــــــــــــل ربه
تحيات

1 commentaire:

  1. شكرا لك على هذا الموضوع و أنت محق في بحثك و سؤالك لهذا الإله الذي لا يبالي بشيء أبدا

    RépondreSupprimer