dimanche 14 novembre 2010

سورة النجم نموذجا لمشكلة اللامعنى في آيات القرآن

سورة النجم نموذجا لمشكلة اللامعنى في آيات القرآن

تحية

القرآن , كتاب يرى المؤمنين بأصله الرباني الماورائي أنه غاية في الرقي التشريعي والبلاغي
والقارىء لهذا الكتاب يُقر بأنه كتاب روحي مُشبع بالقيم لكن مع هذا لا يحجم الدارس المنصف الموضوعي عن ذكر نقائصه التشريعية والبلاغية .

ورأيت أن أتعرض هنا لمشلكة الغموض أو اللامعنى في بعض الآيات القرآنية .

سورة النجم

وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى

مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى

وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى

إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى

عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى

ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى

وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى

ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى

فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى

فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى

أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى

وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى

عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى

عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى

إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى



نلاحظ أولا أن الله يقسم بالنجم وهو يهوي , ومن البديهي أن يقول المعترض أن الله لا يقسم ولا يحتاج لأن يقسم بمخلوق لاسباب عدة
1- القسم أن تشهد على صدق كلامك شخصا وتجعله ضامنا على صدق قولك
أشهد الله أني , أقسم بالله أني ما فعلت كذا وكذا يعني يشهد الله الحق لصدق كلامي
فالإنسان يقسم بمقدس ويشهده على صدق دعوته

فكيف يحتاج الله لأن يُشهد عليه مخلوقا خلقه بيده
2- المخلوق خلقه الله فكيف يشهد الله مخلوقا ؟ وهو الذي فطر فيه الإجابة ؟ !!

و نضيف لهذا أن المقسوم به غير واضح !
فهل يقسم الله بمجهول ؟
عن أي نجم يتحدث الله ؟ وكيف يهوي النجم ؟
وما علاقة المقسم بع بجواب القسم ؟
ما علاقة النجم يهوي بما ضل صاحبكم !?
وما معنى يهوى أصلا ؟.

نتوجه بسؤالنا للإمام الماوردي

تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ)

وفي قوله تعالى { إِذَا هَوى } ستة أقاويل:

أحدها: النجوم إذا رقي إليها الشياطين، قاله الضحاك.

الثاني: إذا سقط.

الثالث: إذا غاب.

الرابع: إذا ارتفع.

الخامس: إذا نزل.

السادس: إذا جرى، ومهواها جريها، لأنها لا تفتر في جريها في طلوعها وغروبها، وهذا قول أكثر المفسرين.

ما عسانا إلا أن نقول أن الأمر مازال مبهم وغامض بل بدون معنى أصلا
سقط !

و لو بحثنا في قاموس مقايس اللغة عن كلمة هوى نجد :

هوي (مقاييس اللغة)

الهاء والواو والياء: أصلٌ صحيح يدلُّ على خُلُوٍّ وسقوط. أصله الهواء بين الأرض والسماء، سمِّي لخلوِّه. قالوا: وكلُّ خالٍ هواء.
ويقال هَوَى الشّيءُ يَهوِي: سقط.
وهاويةُ: جهنم؛ لأنَّ الكافِر يَهوِي فيها.

انتهى

فلا نفهم هل تسقط النجوم , هل تهوي ؟
وما علاقة سقوطها بما( ضل صاحبكم وما غوى) ؟
أظن أن كاتب القرآن كان يشاهد المُذنبات في السماء فظن أنها نجوم

نكمل :

"علمه شديد القوى " ..يقول المفسرون أنه جبريل

"ذو مرة فاستوى " .. ذو مرة يعني ذو قوة أما قول القرآن فاستوى فهذا مما احتارت له العقول وتأرقت له السحايا
ما معنى استوى هعنا كذالك ؟
نرجع للفاضل الماوردي في كتابه نكت العيون فنراه يقول :

"وفي قوله { فَاسْتَوَى } خمسة أوجه:

أحدها: فاستوى جبريل في مكانه، قاله سعيد بن جبير.

الثاني: قام جبريل على صورته التي خلق عليها لأنه كان يظهر له قبل ذلك في صورة لا رجل. حكى ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير جبريل على صورته إلا مرتين: أما واحدة، فإنه سأله أن يراه في صورته فسد الأفق. وأما الثانية، فإنه كان معه حين صعد، وذلك قوله { وَهُوَ بِاْلأُفُقِ الأَعْلَى }.

الثالث: فاستوى القرآن في صدره، وفيه على هذا وجهان:

أحدهما: فاعتدل في قوته.

الثاني: في رسالته.

الرابع: يعني: فارتفع، وفيه على هذا وجهان:

أحدهما: أنه جبريل ارتفع إلى مكانه.

الثاني: أنه النبي صلى الله عليه وسلم، ارتفع بالمعراج. "


انتهى

خلاصة القول في معنى استوى أن الكلمة غير بليغة ولا معنى محدد لها علما أن البلاغة تعريفا هي بلوغ المعنى , هي تلك المَلكة التي نوضفها لإظهار ما نضمره من أفكار فنوضحها ونبلغ المعنى المراد

{ ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّىٰ }
وهنا كذالك تلخبط المفسرون و اختلفت عليهم السبل فقالوا بأن دنا بمعنى القرب وتدلى بمعنى النزول فصار المعنى بهذا اقترب جبريل فنزل ! ولهذا قالوا بالتقدسم والتأخير أ ثم تدلى فدنا ! ونحن لا نفهم لماذا لم تأتي على هذا الشكل من الأول بدون الحاجة لتقديم وتأخير

{ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ }
وهذه هي الطامة الكبرى التي يذوب لها الدماغ و تذبل أمامها السحايا حتى تسود !

جبريل أوحى لعبده محمد !!!!!!
الله أكبر كثيرا وتعالى عما يقولون علوا كبيرا
نرجع للعالم البيضاوي
تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي :

"{ فَأَوْحَىٰ } جبريل عليه السلام. { إِلَىٰ عَبْدِهِ } عبد الله واضماره قبل الذكر لكونه معلوماً "


تحولت الهاء في عبده بقدرة القادر لكلمة " الله "!
ولطّخ قلم المفسر السبَّاحُ في بحر من حِبر الهوى ورقةً من أوراق كتابه , فبِجَــــرِهِ جَــرَةً رشيقة حُلَّّت المشكلة وَتَحَّول المُحال إلى حَلٍ في الحال !

تفسير التفسير الكبير / للإمام الطبراني

{ فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ }
"
قَوْلُهُ تَعَالَى: { فَأَوْحَىٰ إِلَىٰ عَبْدِهِ مَآ أَوْحَىٰ }؛ أي فأوحَى جبريلُ عليه السلام إلى عبدِالله مُحَمَّدٍُ صلى الله عليه وسلم ما أمرَهُ اللهُ أن يُوحِيَهُ إليه "

صدق من قال , ليس لهؤلاء من شغل إلا نثر البخور و جبر المكسور ورتق المقتوق !

الآية تقول فأوحي( جبريل) لعبده ما أوحى لكنهم اجتهدوا لإيجاد مخرج لهذه السقطة بجعل الهاء عائد على الله رغم أن الله ليس في سياق الآية أصلا !!
ما ضر لو كانت الآية على الشكل الآتي
فأوحى لعبدنا ما أوحى ؟!

وحتى في الترقيع اختلفوا أنظر
* تفسير روح المعاني/ الالوسي (ت 1270 هـ)

" وقال أبو زيد: الضمير المستتر لله عز وجل أي أوحى جبريل إلى عبد الله ما أوحاه الله إلى جبريل، والأول مروي عن الحسن وهو الأحسن، وقيل:ضمير { أَوْحَىٰ }الأول والثاني لله تعالى، والمراد بالعبد جبريل عليه السلام وهو كما ترى."

حتى أبو زيد نفسه لا يعرف على من يعود الضمير !

تعليقنا على الرأي الثاني أن سياق الكلام كان عن جبريل فكيف يدخل الله هكذا في الجملة بدون أي مقدمة !
خلاصة الكلام في هذا الأمر أن الآية شديدة الغموض وبالتالي غير بليغة لأنها لم تُبلغ المعنى المراد والمضمر في نفس صاحبها

{مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى }

أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى }



ما كذب الفؤاد ما رأى ..ما الذي رأى ؟
أفتمارونه على ما رأى ..لماذا لا يمارونه وهم لم يروا شيأ مما رأى ؟


{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }

{عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَى }

وهنا تبدأ المشاكل من جديد

فمن قال مسبقا أن الهاء في "عبده" تعود على الله لن يجد إشكالا فِأن تكون الهاء في" رآه نزلة أخرى" تعود على الله
وقال فريق آخر أنها تعود على جبريل
ونحن لا نعلم من رأى محمد إذن , جبريل أم الله ؟
ولهذه المشكلة نستدعي الإمام الفاضل الرازي

* تفسير مفاتيح الغيب ، التفسير الكبير/ الرازي
" نَزْلَةً } فعلة من النزول فهي كجلسة من الجلوس، فلا بد من نزول، فذلك النزول لمن كان؟ نقول فيه وجوه، وهي مرتبة على أن الضمير في رآه عائد إلى من؟ وفيه قولان "
" القول الأول لأول: عائد إلى الله تعالى أي رأى الله نزلة أخرى، وهذا على قول من قال { مَا رَأَىٰ } في قوله
{ مَا كَذَبَ ٱلْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ }[النجم: 11] هو الله تعالى "
" والقول الثاني: أنه عائد إلى جبريل عليه السلام أي رأى جبريل نزلة أخرى"

فنرى أنه يوجد فريقين , منهم من يرى أن الضمير يعود على الله والآخر يقول برجوعه على جبريل
ونحن لا نفهم أين البلاغة في هذه ***** من اختلاف الضمائر وااختلاطها ؟
من رأى محمد , جبريل أم الله ؟

نصل الآن لسدرة المنتهى

{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ } * { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ }
فما معنى سدرة المنتهى ؟
نجد عند الزمخشري في الكشاف

"قيل: في سدرة المنتهى: هي شجرة نبق في السماء السابعة عن يمين العرش: ثمرها كقلال هجر، وورقها كآذان الفيول، تنبع من أصلها الأنهار التي ذكرها الله في كتابه، يسير الراكب في ظلها سبعين عاماً لا يقطعها. "

ونجد عند الرازي في مفاتيح الغيب

" { عِندَ سِدْرَةِ ٱلْمُنتَهَىٰ } المشهور أن السدرة شجرة في السماء السابعة وعليها مثل النبق وقيل في السماء السادسة، وورد في الخبر أنه صلى الله عليه وسلم قال: " نيقها كقلال هجر وورقها كآذان الفيلة " "

إذن السدرة شجرة من أشجار السدر و الظرف "عند" في جملة" عند المنتهى " ظرف مكان

لكن نجد الرازي يكمل فيقول :

" وقيل سدرة المنتهى هي الحيرة القصوى من السدرة، والسدرة كالركبة من الراكب عندما يحار العقل حيرة لا حيرة فوقها، ما حار النبي صلى الله عليه وسلم وما غاب ورأى ما رأى، وقوله { عِندَ } ظرف مكان، أو ظرف زمان في هذا الموضع؟ نقول المشهور أنه ظرف مكان تقديره رأى جبريل أو غيره بقرب سدرة المنتهى وقيل ظرف زمان، كما يقال صليت عند طلوع الفجر، وتقديره رآه عند الحيرة القصوى، أي في الزمان الذي تحار فيه عقول العقلاء، والرؤية من أتم العلوم وذلك الوقت من أشد أوقات الجهل والحيرة، فهو عليه الصلاة والسلام ما حار وقتاً من شأنه أن يحار العاقل فيه، والله أعلم."

و أصبحت السدرة هنا بمعنى الحيرة والظرف "عند" في جملة عند" سدرة المنتهى" ظرف زمان أي وقت السدرة (وقت الحيرة ) !

ونحن الآن لا نعلم هل السدرة هذه شجرة أم الحيرة ؟
ولا نعلم هل الظرف " عند " هو ظرف زمان أم مكان ؟
واين البلاغة في كل هذ ؟

لكن ما معنى" منتهى" في هذه الآية ؟
واختلف في معناه
نجد عند القرطبي في الجامع

" وٱختلف لم سُمِّيت سِدْرة المنتهى على أقوال تسعة:
الأوّل: ما تقدّم عن ٱبن مسعود أنه ينتهي إليها كلما يهبط من فوقها ويصعد من تحتها.
الثاني: أنه ينتهي علم الأنبياء إليها ويعزب علمهم عما وراءها؛ قاله ٱبن عباس
. الثالث: أن الأعمال تنتهي إليها وتقبض منها؛ قاله الضحاك.
الرابع: لانتهاء الملائكة والأنبياء إليها ووقوفهم عندها؛ قاله كعب.
الخامس: سميت سِدْرة المنتهَى لأنه ينتهي إليها أرواح الشهداء؛ قاله الربيع بن أنس.
السادس: لأنه تنتهي إليها أرواح المؤمنين؛ قاله قتادة.
السابع: لأنه ينتهي إليها كل من كان على سنة محمد صلى الله عليه وسلم ومنهاجه؛ قاله عليّ رضي الله عنه والربيع بن أنس أيضاً.
الثامن: هي شجرة على رؤوس حملة العرش إليها ينتهي علم الخلائق؛ قاله كعب أيضاً.
التاسع: سُمِّيت بذلك لأن من رفع إليها فقد ٱنتهى في الكرامة."

فنلاحظ أن جملة سدرة المنتهى لا نكاد نعرف لها معنى واضح

{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى }
ما الذي يغشى ؟

نجد عند الزمخشري في الكشاف

" { مَا يَغْشَىٰ } تعظيم وتكثير لما يغشاها، فقد علم بهذه العبارة أن ما يغشاها من الخلائق الدالة على عظمة الله وجلاله: أشياء لا يكتنهها النعت ولا يحيط بها الوصف. وقد قيل: يغشاها الجم الغفير من الملائكة يعبدون الله عندها."
"وعن ابن مسعود وغيره: يغشاها فراش من ذهب "


ما الذي يغشى إذن هل هم ملائكة أم فراش ذهبي أم ماذا ؟

جُمل فيها من السجع أكثر مما فيها من معنى
ما الفائدة من عبارات لا يفهمها أي إنسان ؟
هل هذا من البلاغة في شىء ؟
معاني تركها الكاتب مضمورة في نفسه , معاني أوحاها العقل الباطن كما تراه يوحي عند كل ش اعر أو فيلسوف , لكن إذا طغى السجع قد يزول المعنى !

تحياتي

2 commentaires:

  1. السلام عليك ايها الباحث عن الحقيقة
    ايات سورة النجم وخاصة 11 منها ليس ما ذهب اليه المفسرون والرواة فكلامهم كله لغط وعبثية واستخفاف بايات القران . وربما هو قصور في فهمهم
    الحقيقة ان الايات 11 هي ( نبؤءة قرانية) ستتحقق مستقبلا وليس لها علاقة بالنبي محمد لا من قريب ولا من بعيد
    نعم هناك نجم هوى وهو من دنى فتدلى وهو من استوى وهو من اوحى الى عبده ما اوحى وهو من اقسم الله به
    هل تعلم من هو النجم = مثال لنور الله وهو من ناحية عين الله نفسه
    السؤال : كيف يمكن ان يحدث هذا الامر ؟؟؟
    انه بكل بساطة يحدث من خلال رؤيا منام
    والرؤيا الصادقة تتحقق كفلق الصبح وقد تحققت في عصرنا
    السؤال : كيف يرى الفؤاد ؟؟؟
    الاجابة موجودة في الاية ( كتاب مكنون لا يمسه الا المطهرون ) يجب اولا فهم الاية ( ان اسمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسؤلا ) يوم تفهم الاية ستفهم مضمون الايات 11 من سورة النجم

    RépondreSupprimer
  2. لمزيد من المعلومات يرجي زيارة موقع : الدكتور رشيد الجراح / جزء 9 لماذا قدم نبي الله لوط بناته . ففيه معلومات هامة تخص ايات سورة النجم وربما هو احسن تفسير على الاطلاق

    RépondreSupprimer