samedi 13 novembre 2010

مثل البعوضة المفقود وفساد المعنى

مثل البعوضة المفقود وفساد المعنى


إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ البقرة 26


ولنا ملاحظات


اولا: لا يستحى الله ان يضرب مثلا ببعوضة , واذا بحثت عن هذا المثل فى هذه السورة او فى القرآن كله لن تجده !!

ثانيا : هذا المثل – الذى ليس له وجود – جليل الشأن لان بسببه سوف يضل الله كثيرا من الناس , وبسببه سيعلم المؤمنون ان هذا المثل هو الحق من ربهم!!

ثالثا : يبدو ان البعوضة هى أصغر الكائنات الحية فى نظر الله لانه لا يستحى ان يضرب بها الامثال !!

رابعا :ما معنى فَمَا فَوْقَهَا ؟ هل تفيد ما هو اصغر منها أم ما هو أكبر منها؟

عند الجلالين وقتادة وابن جرير ما هو اكبر منها , وعند الكسائى وابو عبيده كما يروى القرطبى ما اصغر منها

خامسا : من صاحب القول " يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا " ؟ هل هو الله أم الكفار؟

احتار القرطبى ولم يجزم ولذلك عرض راى من قال انه الله وراى من قال انهم الكفار !!

مأساة الا يعرف المسلمون من قائل العبارة السابقة !! الله أم كافر !!

الغموض يحاصرك من كل جانب

ويعلق جرجس سال ( اسرار عن القرآن)

" أما المعاياة وفساد المعنى فذلك في القرآن أكثر من أن يحصى لكننا نقتصر على ما جاء من أمثلته في سورة البقرة ...

فهذا الكلام يوهم أنه ضرب لهم مثلاً من البعوضة لكننا لا نجد شيئاً من ذلك لا في هذه السورة ولا في غيرها من القرآن فكأنه سقط مع ما سقط منه وأصبح ما بقي من الكلام بعده معاياة لا معنى له. ثم أنه كان الوجه أن يقول بعوضة فما دونها لأنه أراد أن الله لا يستحي أن يضرب مثلاً من شيء حقير طال بعوضة وما هو أحقر منها وإلا فالفيل لا يعد حقيراً في أنواع الحيوان وكذلك الأسد وهما فوق البعوضة في الضخامة لكن لو ضرب المثل من أحدهما لما صح مغزى الكلام ولبطلت النكتة المرادة منه لأن القياس يقتضي التنازل في هذا المقام من الأعلى إلى الأدنى فيقال بعوضة فما دونها وبالعكس"

التفاسير

الجلالين

"إن الله لا يستحي أن يضرب" يجعل "مثلا" مفعول أول "ما" نكرة موصوفة بما بعدها مفعول ثان أي مثل كان أو زائدة لتأكيد الخسة فما بعدها المفعول الثاني "بعوضة" مفرد البعوض وهو صغار البق "فما فوقها" أي أكبر منها أي لا يترك بيانه لما فيه من الحكم "فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه" أي المثل "الحق" الثابت الواقع موقعه "من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا" تمييز أي بهذا المثل وما استفهام إنكار مبتدأ وذا بمعنى الذي بصلته خبره أي : أي فائدة فيه قال تعالى في جوابهم "يضل به" أي بهذا المثل "كثيرا" عن الحق لكفرهم به "ويهدي به كثيرا" من المؤمنين لتصديقهم به "وما يضل به إلا الفاسقين" الخارجين عن طاعته

القرطبى

وَالْبَعُوض : الْبَقّ , الْوَاحِدَة بَعُوضَة , سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِصِغَرِهَا . قَالَهُ الْجَوْهَرِيّ وَغَيْره ....

"فَمَا فَوْقَهَا" قَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْفَاء بِمَعْنَى إِلَى , وَمَنْ جَعَلَ " مَا " الْأُولَى صِلَة زَائِدَة فَـ " مَا " الثَّانِيَة عَطْف عَلَيْهَا . وَقَالَ الْكِسَائِيّ وَأَبُو عُبَيْدَة وَغَيْرهمَا : مَعْنَى " فَمَا فَوْقهَا " - وَاَللَّه أَعْلَم - مَا دُونهَا , أَيْ إِنَّهَا فَوْقهَا فِي الصِّغَر . قَالَ الْكِسَائِيّ : وَهَذَا كَقَوْلِك فِي الْكَلَام : أَتَرَاهُ قَصِيرًا ؟ فَيَقُول الْقَائِل : أَوْ فَوْق ذَلِكَ , أَيْ هُوَ أَقْصَر مِمَّا تَرَى .وَقَالَ قَتَادَة وَابْن جُرَيْج : الْمَعْنَى فِي الْكِبَر ...

فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ الضَّمِير فِي " أَنَّهُ " عَائِد عَلَى الْمَثَل أَيْ أَنَّ الْمَثَل حَقّ . وَالْحَقّ خِلَاف الْبَاطِل ...

يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا قِيلَ : هُوَ مِنْ قَوْل الْكَافِرِينَ , أَيْ مَا مُرَاد اللَّه بِهَذَا الْمَثَل الَّذِي يُفَرِّق بِهِ النَّاس إِلَى ضَلَالَة وَإِلَى هُدًى . وَقِيلَ : بَلْ هُوَ خَبَر مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ...

وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ وَلَا خِلَاف أَنَّ قَوْله : " وَمَا يُضِلّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ " أَنَّهُ مِنْ قَوْل اللَّه تَعَالَى ...

الطبرى

في قوله تعالى : { إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها } قال : هذا مثل ضربه الله للدنيا , إن البعوضة تحيا ما جاعت , فإذا سمنت ماتت , وكذلك مثل هؤلاء القوم الذين ضرب الله لهم هذا المثل في القرآن , إذا امتلئوا من الدنيا ريا أخذهم الله عند ذلك...


ملاحظة

وهنا نرى كيف أن الفاضل الطبري اخترع أو ألف مثلاا من رأسه , لكنه معذور , أظنه بحث عن المثل في كل القرآن فلم يجد فألف واحد من عنده !

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire