وقع القرآن فى قياس خاطئ ومأخذ بلاغى عندما قال إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ آل عمران 59
تروى كتب التفاسير اسباب نزول هذه الاية فتقول ان وفد نجران المسيحى اراد ان يبرهن لمحمد ان المسيح هو الله مستدلين على انه من غير اب ,
" حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } ذكر لنا أن سيدي أهل نجران وأسقفيهم , السيد والعاقب , لقيا نبي الله صلى الله عليه وسلم , فسألاه عن عيسى ؟ فقالا : كل آدمي له أب فما شأن عيسى لا أب له ؟ فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون }" الطبرى
ولنا فى رد القرآن عليهم ملاحظتين:
الملاحظة الاولى: وقع القرآن فى قياس خاطئ
اراد القرآن ان يقول لهم ان عيسى ليس الله او ابن الله وانه لا يزيد عن آدم , كان دليلهم على الوهية عيسى هو انه بلا أب , وآدم بلا أب ايضا وكذلك بلا أم , فلو كان كان عيسى هو الله او ابن الله لهذا السبب , فأولى ان يكون آدم هوابن الله لانه ليس فقط بلا اب وانما بلا أم ايضا.فيتضح ان قضيتهم الاصلية هى فى كون المسيح بلا أب , لذلك كان ينتظر من القرآن أن يفند ويظهر بطلان رأيهم بقياس سليم يلزمهم بالحجة بأن يقول لهم: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم بلا أب , وليس خلقه من تراب, لان هذه ليست قضيتهم او موضوع مجادلتهم .
لو سألنى احد الفرق بين الكمبيوتر والساعة فقلت:
إن مثل الكمبيوتر كمثل الساعة اخترعت لمعرفة الوقت
فان اجابتى تحتوى على قياس خاطئ ومنطق مغلوط لان معرفة الوقت ينطبق على الساعة ولا ينطبق على الكمبيوتر بالضرورة,
وفى الاية " خلقه من تراب" تنطبق على آدم ولا تنطبق على عيسى لانه باعتراف القرآن لم يخلق من تراب وانما ولد من إمرأة بعد ان نفخ الله من روحه فى فرجها . وهكذا غاب المنطق فى رد القرآن على وفد نجران بسبب عدم اتيان القرآن بقياس منطقى سليم فاتى بما اعتقد انه وجه شبه بين عيسى وآدم وانما هو ليس وجه شبه بين الاثنين اطلاقا.
ولقد ادرك القرطبى هذه المشكلة , واعترف ان وجه الشبه بين عيسى وآدم هو فى انهما بلا أب , واعترف ان "خلقه من تراب" ليست وجه الشبه وانما تخص آدم وحده , وللخروج من هذا المأزق أخد يدور فى حلقة مفرغة حتى تتوه القضية الاصلية , يقول فى تفسيره للاية :
"دليل على صحة القياس . والتشبيه واقع على أن عيسى خلق من غير أب كآدم , لا على أنه خلق من تراب . والشيء قد يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن يجتمعا في وصف واحد ; فإن آدم خلق من تراب ولم يخلق عيسى من تراب فكان بينهما فرق من هذه الجهة , ولكن شبه ما بينهما أنهما خلقهما من غير أب ; ولأن أصل خلقتهما كان من تراب لأن آدم لم يخلق من نفس التراب , ولكنه جعل التراب طينا ثم جعله صلصالا ثم خلقه منه , فكذلك عيسى حوله من حال إلى حال , ثم جعله بشرا من غير أب ." !!!
الملاحظة الثانية : بعد ان خلق الله آدم من تراب ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
الاية تروى لنا حدث فى الماضى , حدث وقع وانتهى من آلاف السنيين وهو حدث خلق آدم , فاذ بالآية بدلا من ان تقول:
ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فكان , تقول : ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ !!!
لماذا "يكون" بينما الحقيقة انه "كان" وانتهى ؟؟
ان تفسيرات المفسريين عندما تاتى لهذه الاية تقول ان كلمة " يكون " أى " كان "
انهم يقولون بكل بساطة وبعفوية ما كان يجب ان تقوله الاية
ففى الجلالين يقول: ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ" بَشَرًا "فَيَكُون" أَيْ فَكَانَ وَكَذَلِكَ عِيسَى قَالَ لَهُ كُنْ مِنْ غَيْر أَب فَكَانَ
وفى الطبرى : القول في تأويل قوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } يعني جل ثناؤه : إن شبه عيسى في خلقي إياه من غير فحل - فأخبر به يا محمد الوفد من نصارى نجران - عندي كشبه آدم الذي خلقته من تراب , ثم قلت له كن فكان , من غير فحل , ولا ذكر , ولا أنثى . يقول : فليس خلقي عيسى من أمه من غير فحل , بأعجب من خلقي آدم من غير ذكر ولا أنثى , فكان لحما , يقول : وأمري إذ أمرته أن يكون فكان , فكذلك خلقي عيسى أمرته أن يكون فكان .
وفى القرطبى " أى فكان"
وعندما ترجموا الاية للغات الاجنبية تجدهم يقدمون ترجمة تتناسب مع زمن الماضى , فمثلا ترجم يوسف على هذه الاية هكذا:
The similitude of Jesus Before Allah is as that of Adam He created him from dust Then said to him : “ Be And he was.
فترجم " يكون " الى was وتعنى " كان" !
وكالمعتاد حاولوا الخروج من هذا الاشكال :
فقال القرطبى: " أي فكان . والمستقبل يكون في موضع الماضي إذا عرف المعنى ."
أما الطبرى فأخذ يلف ويدور فى دائرة مفرغة فيقول:
" فإن قال قائل : فكيف قال : " كمثل آدم خلقه " , وآدم معرفة , والمعارف لا توصل ؟ قيل : إن قوله : { خلقه من تراب } غير صلة لآدم , وإنما هو بيان عن أمره على وجه التفسير عن المثل الذي ضربه وكيف كان . وأما قوله : { ثم قال له كن فيكون } فإنما قال : " فيكون " , وقد ابتدأ الخبر عن خلق آدم , وذلك خبر عن أمر قد تقضى , وقد أخرج الخبر عنه مخرج الخبر عما قد مضى , فقال جل ثناؤه : { خلقه من تراب ثم قال له كن } لأنه بمعنى الإعلام من الله نبيه أن تكوينه الأشياء بقوله : { كن } ثم قال : " فيكون " خبرا مبتدأ , وقد تناهى الخبر عن أمر آدم عند قوله : " كن " . فتأويل الكلام إذا : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم , خلقه من تراب , ثم قال له كن ; واعلم يا محمد أن ما قال له ربك : كن , فهو كائن . فلما كان في قوله : { كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن } دلالة على أن الكلام يراد به إعلام نبي الله صلى الله عليه وسلم وسائر خلقه أنه كائن ما كونه ابتداء من غير أصل ولا أول ولا عنصر , استغنى بدلالة الكلام على المعنى , وقيل : فيكون , فعطف بالمستقبل على الماضي على ذلك المعنى . وقد قال بعض أهل العربية : فيكون رفع على الابتداء ومعناه : كن فكان , فكأنه قال : فإذا هو كائن .
ومن الملاحظ أن:
تعبير " كن فيكون" جاء بالقرآن ثمانى مرات :
"بديع السموات والارض واذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون" البقرة 117
"الله يخلق ما يشاء اذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون" آل عمران 47
" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ " آل عمران 59
"وهو الذى خلق السموات والارض بالحق ويوم يقول كن فيكون" الانعام 73
"انما قولنا لشئ اذا اردناه أن نقول له كن فيكون " النحل 40
"ما كان لله ان يتخذ من ولد سبحانه اذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون" مريم 35
"انما أمره اذا اراد شيئا ان يقول له كن فيكون" يس 82
"هو الذى يحيى ويميت فاذا قضى أمرا فانما يقول له كن فيكون" غافر 68
, سبع منها يتفق مع البلاغة والفصاحة بشكله هذا لانه يتكلم فى السبع آيات بصورة عامة لاظهار قدرة الله فى ان يقول للشئ كن فيكون , والمرة الوحيدة التى لا يصح ان ياتى فيها هكذا هى الاية موضوع بحثنا هذا " خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" , فيبدو ان محمدا او ألسنة الحفاظ اعتادت تعبير كن فيكون , فقرأوها هكذا فى السبع مواضع , وكذلك هذا الموضع دون ان يهتموا بمعنى الاية او زمنها
النص الكامل للتفاسير
الجلالين
"إنَّ مَثَل عِيسَى" شَأْنه الْغَرِيب "عِنْد اللَّه كَمَثَلِ آدَم" كَشَأْنِهِ فِي خَلْقه مِنْ غَيْر أَب وَهُوَ مِنْ تَشْبِيه الْغَرِيب بِالْأَغْرَبِ لِيَكُونَ أَقْطَع لِلْخَصْمِ وَأَوْقَع فِي النَّفْس "خَلَقَهُ مِنْ تُرَاب ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ" بَشَرًا "فَيَكُون" أَيْ فَكَانَ وَكَذَلِكَ عِيسَى قَالَ لَهُ كُنْ مِنْ غَيْر أَب فَكَانَ
الطبرى
القول في تأويل قوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } يعني جل ثناؤه : إن شبه عيسى في خلقي إياه من غير فحل - فأخبر به يا محمد الوفد من نصارى نجران - عندي كشبه آدم الذي خلقته من تراب , ثم قلت له كن فكان , من غير فحل , ولا ذكر , ولا أنثى . يقول : فليس خلقي عيسى من أمه من غير فحل , بأعجب من خلقي آدم من غير ذكر ولا أنثى , فكان لحما , يقول : وأمري إذ أمرته أن يكون فكان , فكذلك خلقي عيسى أمرته أن يكون فكان . وذكر أهل التأويل أن الله عز وجل أنزل هذه الآية احتجاجا لنبيه صلى الله عليه وسلم على الوفد من نصارى نجران الذين حاجوه في عيسى . ذكر من قال ذلك : 5646 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا جرير , عن مغيرة , عن عامر , قال : كان أهل نجران أعظم قوم من النصارى في عيسى قولا , فكانوا يجادلون النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل هذه الآية في سورة آل عمران : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } إلى قوله : { فنجعل لعنة الله على الكاذبين } 3 61 5647 - حدثني محمد بن سعد , قال : ثني أبي , قال : ثني عمي , قال : ثني أبي , عن أبيه , عن ابن عباس , قوله : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } وذلك أن رهطا من أهل نجران قدموا على محمد صلى الله عليه وسلم , وكان فيهم السيد والعاقب , فقالوا لمحمد : ما شأنك تذكر صاحبنا ؟ فقال : " من هو ؟ " قالوا : عيسى , تزعم أنه عبد الله , فقال محمد : " أجل إنه عبد الله " . قالوا له : فهل رأيت مثل عيسى , أو أنبئت به ؟ ثم خرجوا من عنده , فجاءه جبريل صلى الله عليه وسلم بأمر ربنا السميع العليم , فقال : قل لهم إذا أتوك { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم } . .. إلى آخر الآية . 5648 - حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة قوله : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } ذكر لنا أن سيدي أهل نجران وأسقفيهم , السيد والعاقب , لقيا نبي الله صلى الله عليه وسلم , فسألاه عن عيسى ؟ فقالا : كل آدمي له أب فما شأن عيسى لا أب له ؟ فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } 5649 - حدثنا محمد بن الحسين , قال : ثنا أحمد بن المفضل , قال : ثنا أسباط , عن السدي : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } لما بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم , وسمع به أهل نجران , أتاه منهم أربعة من خيارهم , منهم : العاقب , والسيد , وماسرجس , وماريحز , فسألوه ما يقول في عيسى ؟ فقال : هو عبد الله وروحه وكلمته , قالوا هم : لا , ولكنه هو الله , نزل من ملكه , فدخل في جوف مريم , ثم خرج منها فأرانا قدرته وأمره , فهل رأيت قط إنسانا خلق من غير أب ؟ فأنزل الله عز وجل : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } 5650 - حدثنا القاسم , قال ثنا الحسين , قال ثني حجاج , عن ابن جريج , عن عكرمة , قوله : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } قال : نزلت في العاقب والسيد من أهل نجران , وهما نصرانيان . قال ابن جريج : بلغنا أن نصارى أهل نجران قدم وفدهم على النبي صلى الله عليه وسلم , فيهم السيد والعاقب , وهما يومئذ سيدا أهل نجران , فقالوا : يا محمد فيما تشتم صاحبنا ؟ قال : " من صاحبكما ؟ " قالا : عيسى ابن مريم , تزعم أنه عبد . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أجل إنه عبد الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه " , فغضبوا وقالوا : إن كنت صادقا , فأرنا عبدا يحيي الموتى , ويبرئ الأكمه , ويخلق من الطين كهيئة الطير , فينفخ فيه , الآية . .. لكنه الله ! فسكت حتى أتاه جبريل , فقال : يا محمد { لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم } . .. الآية , 5 17 فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا جبريل إنهم سألوني أن أخبرهم بمثل عيسى " . قال جبريل : مثل عيسى كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون . فلما أصبحوا عادوا , فقرأ عليهم الآيات . 5651 - حدثنا ابن حميد , قال : ثنا سلمة , عن ابن إسحاق , عن محمد بن جعفر بن الزبير : { إن مثل عيسى عند الله } فاسمع ! { كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون الحق من ربك فلا تكن من الممترين } فإن قالوا : خلق عيسى من غير ذكر , فقد خلقت آدم من تراب بتلك القدرة , من غير أنثى ولا ذكر فكان كما كان عيسى لحما ودما وشعرا وبشرا , فليس خلق عيسى من غير ذكر بأعجب من هذا . 5652 - حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد في قول الله عز وجل { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب } قال : أتى نجرانيان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالا له : هل علمت أن أحدا ولد من غير ذكر فيكون عيسى كذلك ؟ قال : فأنزل الله عز وجل : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون } أكان لآدم أب أو أم , كما خلقت هذا في بطن هذه ؟ فإن قال قائل : فكيف قال : " كمثل آدم خلقه " , وآدم معرفة , والمعارف لا توصل ؟ قيل : إن قوله : { خلقه من تراب } غير صلة لآدم , وإنما هو بيان عن أمره على وجه التفسير عن المثل الذي ضربه وكيف كان . وأما قوله : { ثم قال له كن فيكون } فإنما قال : " فيكون " , وقد ابتدأ الخبر عن خلق آدم , وذلك خبر عن أمر قد تقضى , وقد أخرج الخبر عنه مخرج الخبر عما قد مضى , فقال جل ثناؤه : { خلقه من تراب ثم قال له كن } لأنه بمعنى الإعلام من الله نبيه أن تكوينه الأشياء بقوله : { كن } ثم قال : " فيكون " خبرا مبتدأ , وقد تناهى الخبر عن أمر آدم عند قوله : " كن " . فتأويل الكلام إذا : إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم , خلقه من تراب , ثم قال له كن ; واعلم يا محمد أن ما قال له ربك : كن , فهو كائن . فلما كان في قوله : { كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن } دلالة على أن الكلام يراد به إعلام نبي الله صلى الله عليه وسلم وسائر خلقه أنه كائن ما كونه ابتداء من غير أصل ولا أول ولا عنصر , استغنى بدلالة الكلام على المعنى , وقيل : فيكون , فعطف بالمستقبل على الماضي على ذلك المعنى . وقد قال بعض أهل العربية : فيكون رفع على الابتداء ومعناه : كن فكان , فكأنه قال : فإذا هو كائن .
القرطبى
دليل على صحة القياس . والتشبيه واقع على أن عيسى خلق من غير أب كآدم , لا على أنه خلق من تراب . والشيء قد يشبه بالشيء وإن كان بينهما فرق كبير بعد أن يجتمعا في وصف واحد ; فإن آدم خلق من تراب ولم يخلق عيسى من تراب فكان بينهما فرق من هذه الجهة , ولكن شبه ما بينهما أنهما خلقهما من غير أب ; ولأن أصل خلقتهما كان من تراب لأن آدم لم يخلق من نفس التراب , ولكنه جعل التراب طينا ثم جعله صلصالا ثم خلقه منه , فكذلك عيسى حوله من حال إلى حال , ثم جعله بشرا من غير أب . ونزلت هذه الآية بسبب وفد نجران حين أنكروا على النبي صلى الله عليه وسلم قوله : ( إن عيسى عبد الله وكلمته ) فقالوا : أرنا عبدا خلق من غير أب ; فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( آدم من كان أبوه أعجبتم من عيسى ليس له أب ؟ فآدم عليه السلام ليس له أب ولا أم ) . فذلك قوله تعالى : " ولا يأتونك بمثل " أي في عيسى " إلا جئناك بالحق " في آدم " وأحسن تفسيرا " [ الفرقان : 33 ] . وروي أنه عليه السلام لما دعاهم إلى الإسلام قالوا : قد كنا مسلمين قبلك . فقال : ( كذبتم يمنعكم من الإسلام ثلاث : قولكم اتخذ الله ولدا , وأكلكم الخنزير , وسجودكم للصليب ) . فقالوا : من أبو عيسى ؟ فأنزل الله تعالى : " إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب " إلى قوله : " فنجعل لعنة الله على الكاذبين " [ آل عمران : 61 ] . فدعاهم النبي صلى الله عليه وسلم , فقال بعضهم لبعض : إن فعلتم اضطرم الوادي عليكم نارا . فقالوا : أما تعرض علينا سوى هذا ؟ فقال : ( الإسلام أو الجزية أو الحرب ) فأقروا بالجزية على ما يأتي . وتم الكلام عند قوله " آدم " .
ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ
أي فكان . والمستقبل يكون في موضع الماضي إذا عرف المعنى .
( إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ )
RépondreSupprimer1- القياس بين النبي عيسى وأدم أول الخلق عليهما الصلاة والسلام في قوله تعالى : (ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ، أي أن أدم خلقه الله سبحانه وتعالى من تراب بدون أب أو أم ثم (قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) ، وعيسى خلقه من الخلايا في داخل رحم أمه مريم عليها الصلاة والسلام بدون أب ثم (قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ). ويدل ذلك على أن أمرُ الله سبحانه وتعالى واقع بمجرد قوله ( كن ).
2- جملة (كُنْ فَيَكُونُ) ، لغويا هي جملة أمر متبوع بمضارع تفيد أن زمن وقوع الشيء مقيد بقوله (كُنْ) أي أن الشيء لا (يكون) إلا بعد قوله تعالى (كُنْ). أما جملة ( كن فكان ) هي جملة أمر متبوع بماضي لا تفيد تقيد زمن وقوع الشيء ، أي أن الشيء من الممكن أن ( يكون) بعد قوله (كُنْ) ، ومن الممكن أنه (كان) قبل قوله تعالى (كُنْ) . و من ذلك فجملة (كُنْ فَيَكُونُ) هي أدق وأكثر بلاغة وإحكاماً من جملة (كن فكان)، والله هو العليم القدير.
شكرا لردك أخي ، لكنني لم أقتنع البتة ، ومن اقتنع برأيك فهو حر ، لكن أظن أن كلامك هذا مجرد ترقيع
RépondreSupprimerتقبل تحياتي الخالصة
http://bayan7.com/ar/topics/%D9%82%D9%88%D9%84%D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89_:_%D9%83%D9%86_%D9%81%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86_/
RépondreSupprimerhttps://m.facebook.com/note.php?note_id=147510761995700
RépondreSupprimerالنصاري ضالين كما وصفهم رب العالمين
RépondreSupprimerدعني أسألك أولا : هل لديك عقل تفكر فيه بالشكل الصحيح ؟
يظهر لي أنك تعاني من الغباء الشديد
أنت تقول ( لذلك كان ينتظر من القرآن أن يفند ويظهر بطلان رأيهم بقياس سليم يلزمهم بالحجة بأن يقول لهم: إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم بلا أب , وليس خلقه من تراب ) لن أقول لك عذرا بل أنت تعاني من الغباء الشديد
لو سألنا سؤال وقلنا من لماذا يُعبد عيسى عليه السلام ؟
هل لأنه ولد من غير أب ؟
لماذا لا يعبد آدم عليه السلام وهو الذي خُلق من غير أب ولا أم !؟
أنت تثبت ضلالك وضلال النصاري !
ألا تعلم أن أصل خلق الإنسان هو من التراب !؟
فكيف يعبد التراب ويُترك من خلق التراب !؟
من هو الذي يستحق العبودية ؟
أليس الذي خلقك وجعل لك العينين واللسان والشفتين وأعطاك جسما كاملا!؟
!! أنت تأخذ ماتشتهيه نفسك المريضة وهو حجة عليك في نفس الوقت
لماذا لا تذكر ما ذكره ابن كثير رحمه الله ؟
قول تعالى : ( إن مثل عيسى عند الله ) في قدرة الله تعالى حيث خلقه من غير أب ( كمثل آدم ) فإن الله تعالى خلقه من غير أب ولا أم ، بل ( خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) والذي خلق آدم قادر على خلق عيسى بطريق الأولى والأحرى ، وإن جاز ادعاء البنوة في عيسى بكونه مخلوقا من غير أب ، فجواز ذلك في آدم بالطريق الأولى ، ومعلوم بالاتفاق أن ذلك باطل ، فدعواها في عيسى أشد بطلانا وأظهر فسادا . ولكن الرب ، عز وجل ، أراد أن يظهر قدرته لخلقه ، حين خلق آدم لا من ذكر ولا من أنثى ، وخلق حواء من ذكر بلا أنثى ، وخلق عيسى من أنثى بلا ذكر كما خلق بقية البرية من ذكر وأنثى ، ولهذا قال تعالى في سورة مريم : ( ولنجعله آية للناس ) [ مريم : 21 ] .
وقال هاهنا : ( الحق من ربك فلا تكن من الممترين ) أي : هذا القول هو الحق في عيسى ، الذي لا محيد عنه ولا صحيح سواه ، وماذا بعد الحق إلا الضلال . . انتهى كلامه رحمه الله
قياسك فاسد كفساد عقلك الخاوي من المعرفة والعلم
إن كنت لا تفهم فهذا يرجع إلى كونك ضال عن الطريق وغير راغب في معرفة الطريق السليم لأن الله سبحانه يقول { وما أنت بهادي العُمي عن ضلالتهم إن تُسمع إلآ من يؤمن بآياتنا فهم مسلمون } آدم وعيسى عليهما السلام مخلوقين أصل خلقهما ( تراب) فهم يُعبد المخلوق ويُترك خالقه !؟
RépondreSupprimerالمقصود هنا فى الايه الكريمة هى قدرة الله عز وجل المطلقة فى خرق السنن الكونية المعتاد عليها ...فادم خلق بلا اب وام وعيسى خلق بغير اب
ssss
RépondreSupprimerإن كنت قد قرأت كل هذا ولم يخشع قلبك فأنت شقي والعياذ بالله
RépondreSupprimerتلحد في آيات الله؟؟ إذا كان القرآن متناقض فلم أجهدت نفسك في قراءته وتدبر تفاسيره؟
لم كل هذا المجهود؟؟؟؟
باذن الله ستموت بغيظك .... وغبار الكون خلق عظيم أكبر من أن تدعي أنك شيء منه
عد إلى رشدك قبل أن تهلك وتحشر في نار جهنم وبئس المهاد
كن فيكن في التو واللحظه اما كن فكان قد تستغرق فتره وهي طريقه للجزم وبيان سرعة التنفيذ .. كما انك تقيس قياس خاطئ فالله لا يحده مكان ولا زمان ولا مكان فالماضي والحاضر والمستقبل تحت مشاهدته ولو تعرف ان خط الزمن كله مري لمن هو خارجه في نفس التوقيت
RépondreSupprimerاما تعليقك علي خلقته من تراب فمضحك حقيقة من جهين فالأول انه تبيان ان خلق ادم أصعب كونه مخلوق من تراب في البدايه بدون ام ومن الوجه الثاني ان كل الخلق تكوينهم من مكونات التراب ومن التراب والي التراب يعودوا . وأليس هذا ما تقلوه أيضا
RépondreSupprimerاما تعليقك علي خلقته من تراب فمضحك حقيقة من وجهين فالأول انه تبيان ان خلق ادم أصعب كونه مخلوق من تراب في البدايه بدون ام ومن الوجه الثاني ان كل الخلق تكوينهم من مكونات التراب ومن التراب والي التراب يعودوا . وأليس هذا ما تقوله أيضا
RépondreSupprimerالحق ان المفسرين وقعوا فى خطىء كبير عندما اعتقدوا أن القرآن الكريم يقول بأن آدم عليه السلام ليش له أي ولا ام و الحق ان آدم عليه السلام أول نبى فى قومه اى له اب وأم وعشيرة
RépondreSupprimerقال تعالى (إن الله إصطفى آدم و نوح وآل إبراهيم وآل عمران على اىعالمين )
و الاصطفاء هو الاختيار من النقل اى فضله على قومه بالنبوة كما فضل آل إبراهيم وآل عمران.
وبالتالى لاخطىء فى القرآن كما اعتقدتم